صوت اعضاء برلمان كردستان المؤلف من 111 عضواً، أمس بالاجماع على تولي الزعيم الكردي مسعود بارزاني، زعيم"الحزب الديموقراطي الكردستاني"، رئاسة اقليم كردستان، فيما ارجئت مراسم أداء اليمين الدستورية الى غد الثلثاء بسبب عاصفة رملية ضربت العاصمة العراقية ومنعت الرئيس العراقي جلال طالباني ومسؤولين آخرين من الوصول الى اربيل للمشاركة في هذه المراسم. وقال رئيس البرلمان عدنان المفتي بعد الانتهاء من التصويت ان"تولي مسعود بارزاني منصب رئيس اقليم كردستان يأتي بعد نضال مرير استمر لمئات السنوات قدم فيه الاكراد الآلاف من الشهداء". وأضاف:"يشكل هذا اليوم خطوة الى الامام نحو بناء عراق فيديرالي ديموقراطي". وأوضح ان"عملية اداء اليمين الدستورية التي كان من المفترض ان تتم اليوم تأجلت الى الثلثاء بسبب سوء الاحوال الجوية في بغداد وعدم تمكن المسؤولين من الوصول الى اربيل". وكان المفتي اعتبر في كلمة افتتح بها الجلسة أن انتخاب بارزاني"خطوة في طريق تثبيت الفيديرالية والديموقراطية وإعادة كركوك وخانقين وسنجار الى أحضان أقليم كردستان العراق، وتطبيق الفقرة 58 من قانون إدارة الدولة بشأن كركوك". وأضاف بعد انتهاء الجلسة:"إن الاسراع في توحيد الادارتين الكرديتين في حكومة واحدة من أهم الاولويات التي يسعى اليها البرلمان الكردستاني الجديد ... وإعادة المناطق الكردية بما فيها كركوك من خلال تطبيق المادة 58 من قانون ادارة الدولة الموقت ... اضافة الى مراقبة أداء الحكومة وتوحيد القرارات المختلفة والنظم الصادرة في المرحلة السابقة ومراجعة القوانين العراقية وسن قرارات جديدة تنسجم مع مقتضيات المرحلة الحالية". وتعليقاً على تولي الأكراد رئاسة العراق واقليم كردستان قال المفتي:"هذا يعني أن العراق لم يعد ديكتاتورياً ولفئة معينة، بل هو عراق الكل. وهذا رد على جميع الذين يتهمون الكرد بأنهم يريدون الانفصال على رغم انه حق مشروع لجميع الشعوب. إلا أن من مصلحة الشعب الكردي في هذه المرحلة ان يناضل ويعمل من اجل بناء المجتمع المدني الديموقراطي وتحقيق هويته الشخصية ضمن نطاق العراق الفيديرالي". وأوضح ان الحكومة الاقليمية في كردستان"ستكون حكومة وطنية ائتلافية تضم كل القوى التي شاركت في الانتخابات وحصلت على نسب معقولة"، مشيراً الى ان"نسب الحزبين الكرديين الرئيسيين ستكون متساوية، إضافة الى منح مقاعد للاسلاميين والتركمان والكلدوآشوريين وكل القوى التي شاركت في الانتخابات". وشدد المفتي على أن"هيئة الرقابة المالية التي سترفع تقاريرها الى البرلمان ستكون مستقلة تماماً وتختص بمراقبة صرف الاموال والأداء الاداري بما يخدم الترشيد الاداري ومحاربة الفساد". وشدد المفتي على حرية المواطن العراقي في السكن في أي منطقة من مناطق كردستان"شريطة أن لا يكون ذلك بدافع التأثير الديموغرافي". في غضون ذلك، تستعد المحافظات الكردية الثلاث دهوك واربيل والسليمانية للاحتفال بهذا الحدث الذي يأتي بعد مفاوضات طويلة وشاقة بين"الحزب الديموقراطي الكردستاني"بزعامة بارزاني و"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة جلال طالباني الذي أصبح رئيساً للعراق. وزينت أبواب المؤسسات والدوائر الحكومية بالعلم الكردي القومي، ورفعت صور بارزاني وشعارات ولافتات تهنئ الشعب الكردي بهذه المناسبة، فيما كثفت الأجهزة الأمنية وقوات الشرطة من وجودها في العديد من المناطق، خصوصاً قرب مبنى البرلمان، وشددت الحراسات في مداخل المدينة ومخارجها تحسباً لأي طارئ. وكان البرلمان الكردستاني صادق الخميس الماضي على مشروع قانون رئاسة اقليم كردستان العراق الذي قدمه الحزبان الكرديان الرئيسيان ويقضي بتولي بارزاني الرئاسة لاربع سنوات ويحق له اعادة ترشيح نفسه لولاية ثانية. وينص قانون رئاسة الاقليم على ان ينتخب مواطنو كردستان بالاقتراع العام السري المباشر رئيساً للاقليم، يمثلهم ويتحدث باسمهم على الصعيدين الداخلي والخارجي ويتولى التنسيق بين السلطات الاتحادية وسلطات الاقليم. لكن في هذه الدورة سيتم انتخاب رئيس الاقليم من جانب البرلمان على ان تنظم في الدورة المقبلة انتخابات مباشرة. وهذه المرة الاولى في تاريخ العراق الحديث التي يتولى فيها زعيمان كرديان اعلى المناصب الرسمية في الدولة على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة اقليم كردستان الذي يدار بطريقة الحكم الذاتي. وبموجب قانون رئاسة الاقليم يتولى الرئيس منصب القائد العام لقوات البشمركة المقاتلون الاكراد. كما يتمتع رئيس الاقليم بصلاحية حل مجلس الوزراء عند سحب الثقة منه وتعيين الحكام ورئيس واعضاء الادعاء العام بعد ترشيحهم من قبل مجلس قضاء الاقليم، ومنح الرتب العسكرية لضباط القوات المسلحة للاقليم وقوى الامن الداخلي وفصلهم واحالتهم على التقاعد.