تضاربت البيانات أمس حول تعيين خليفة لزعيم تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"أبي مصعب الزرقاوي، في وقت أكد وزير الداخلية بيان جبر اصابة المتشدد الأردني بجروح. وكشفت مصادر قريبة من المسلحين ل"الحياة"أن عبدالله الجنابي قائد معركتي الفلوجة والمعروف باسم"مفتي المجاهدين"، مرشح محتمل لخلافة الزرقاوي، نظراً الى قدرته على توحيد"جناحي المقاومة"البعثي والتكفيري. الى ذلك، نفت جماعة الزرقاوي في بيان نُشر على موقع على الانترنت، أن يكون"من يسمى بأبي حفص"عُين نائباً للزرقاوي. وجاء في البيان الذي يحمل توقيع المسؤول الاعلامي في الجماعة"أبو ميسرة العراقي"أن"للقسم الإعلامي التابع لتنظيم القاعدة قنواته الإعلامية الخاصة به والمعروفة لدى المسلمين وهو اسم أبي ميسرة العراقي، وننفي مسؤوليتنا عن كل التصريحات والتحليلات التي تبناها البعض نقلاً أو استنباطاً خاطئاً عن إصابة شيخنا إبي مصعب حفظه الله تعالى". وأضاف البيان:"كما ننفي ما ورد من تعيين من يسمى بأبي حفص وأي اسم آخر". وتابع البيان:"وما أعلنا عن جرح شيخنا الكريم إلا لنثبت صدقية إعلامنا، وكي يطمئن الإخوة بعدما أشيع أن شيخنا قُتل". وزاد أن"بلاد الرافدين لن تضيق وسعاً بالمجاهدين وكل مهاجر نحمله بعيوننا وقلوبنا، ونسأل الله تعالى القبول والسداد، وإخوانكم في تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين لن يثنيهم عن الجهاد في سبيل الله تعالى شيء، ماضون في مقاتلة أعداء الله تعالى حتى يكون الدين كله لله. فإما إلى النصر فوق الأنام وإما إلى الله في الخالدين وأنعم بالشهادة من منزلة". وكان بيان باسم التنظيم أعلن في وقت سابق على موقع اسلامي آخر أن"أبا حفص القرني الذي عرف عنه تنفيذه أصعب العمليات"عُين"نائباً للمجاهدين". وجاء في البيان الذي حمل توقيع"أبي دجانة التونسي":"اجتمع القادة بعد اصابة شيخنا الزرقاوي... وقرروا أن يضعوا لهم نائباً يتولى زمام القيادة حتى عودة شيخنا". وفي هذا السياق، أكدت مصادر قريبة من المسلحين ل"الحياة"أن أنصار الزرقاوي بايعوا الجنابي أو أنه بات الأوفر حظاً بين أسماء أخرى مرشحة، لافتة الى أن تنظيمات أخرى مثل"الجيش الاسلامي"و"أنصار السنة"و"كتائب ثورة العشرين"و"جيش محمد"باركوا تلك البيعة، اضافة الى تنظيم"مجاهدو الفلوجة"بزعامة الجنابي. ونقلت هذه المصادر عن قادة في جماعات المسلحين أن"الزرقاوي"كان يشكل عقبة أساسية أمام توحيد صفوف المقاومة بسبب مواقفه المتطرفة ورفضه وضع أجندة وطنية"للجهاد". وتشير الى"ملاسنة"في آذار مارس 2005 بين قادة في"المقاومة"والزرقاوي في شأن عرض أميركي للتفاوض، مؤكدة أن غياب الأخير أو تنظيمه لن يؤثر كثيراً في استمرار العمليات. وكانت القوات الأميركية اعتقلت الجنابي في نيسان أبريل 2004 ثم أطلقته بعد مرور شهر، لتعود فتتهمه بقيادة العمليات العسكرية في الفلوجة والافتاء بالجهاد.