ظهر على شبكة الإنترنت أمس بيانان متضاربان حول قيادة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بعد تردد أنباء عن إصابة زعيمه أبو مصعب الزرقاوي. ونشر بيان يحمل اسم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين على موقع على الإنترنت يستخدمه إسلاميون وجاء به إن التنظيم عين نائبا لزعيمه إلى أن يستطيع استئناف مهام القيادة لكن سرعان ما نشر بيان آخر منسوب إلى متحدث باسم التنظيم ينفي صحة البيان الأول. وقال النشط الإسلامي ياسر السري المقيم في لندن والذي يتابع مواقع الإنترنت التي يستخدمها متشددون إن البيانات الصادرة عن أبي ميسرة العراقي المتحدث باسم التنظيم أكثر مصداقية وأن البيان الأول محل شكوك حتى وإن حمل اسم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وجاء في البيان الأول «اجتمع القادة بعد اصابة شيخنا ابي مصعب الزرقاوي شفاه الله من كل مكروه وقرروا ان يضعوا لهم نائبا يتولى زمام القيادة الى حين عودة شيخنا ارجعه الله لنا بالسلامة». «وقرروا ان يكون شيخنا الفاضل ابو حفص القرني نائبا للمجاهدين لما عرف عنه من تنفيذه لاصعب العمليات وقد كان شيخنا ابو مصعب الزرقاوي يختاره هو ومجموعته لأصعب العمليات حيث كان يتولى قيادة تلك المجموعة». لكن البيان اللاحق الموقع باسم أبي ميسرة الذي يعلن عادة بيانات تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين على الإنترنت قال «ننفي ما ورد من تعيين ما يسمى بأبي حفص وأي اسم آخر». وقال السري إن البيان الأول ربما نشره أحد أنصار تنظيم القاعدة محاولا تخفيف القلق بعد أن أعلنت الجماعة يوم الثلاثاء عن إصابة الزرقاوي. وأضاف «قد يكون شخص من الشباب المتحمسين يريد أن يقول إن ليس هناك خلل وإن هناك من يحل محل الزرقاوي». وجاء في البيان المنسوب لإبي ميسرة إن الجماعة أعلنت عن إصابة الزرقاوي يوم الثلاثاء «لتثبت مصداقية إعلامنا ولكي يطمئن الإخوة بعد ما أشيع أن شيخنا قد قتل». وتوقع البيان الإعلان قريبا عن أنباء طيبة عن الزرقاوي وجاء به «ستسمعون ما يسركم يا إخوة الإيمان. وستسمعون ما يغيظكم يا أولياء الشيطان». وقال وزير الداخلية العراقي باقر جبر أمس إنه تلقى منذ خمسة أيام معلومات عن إصابة الزرقاوي لكنه أحجم عن التصريح بمصدر معلوماته. وكان الجيش الأمريكي في العراق ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قد قالا أمس الأربعاء إنه ليس لديهما معلومات جديدة عن حالة الزرقاوي. وأعربت أمس جماعة جيش أنصار السنة ثاني أبرز الجماعات المتشددة بالعراق عن تأييدها للزرقاوي. وجاء في بيان نشر على موقع الجماعة على الإنترنت «إننا كقيادة ومجاهدي جيش أنصار السنة نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يسارع في شفاء الشيخ أبي مصعب الزرقاوي ليواصل درب الجهاد وليستمر في عملياته المباركة التي أذاقت العدو ويلات وويلات». ورصدت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار للقبض على الزرقاوي. واستبعد السري أن يخفي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين نبأ وفاة الزرقاوي إن حدث. وقال «هؤلاء يتمنون أن يموتوا في سبيل الله. لا يجوز جزع أو خوف من أن يستشهد أو يقتل في سبيل الله. إن قتل الزرقاوي سوف يعلنون عن ذلك. والجهاد لا يتوقف على شخص واحد».