سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر حكومية تشكك ببيان الزرقاوي وتتهم أزلام صدام بإثارة الفتنة . زعماء قبليون ورجال دين سنة يعتبرون بيان "القاعدة" محاولة لإبعادهم عن العملية السياسية
شككت مصادر حكومية واستخبارية عراقية بالبيان الذي نسب إلى الاردني المتشدد أبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"، واعتبرت ان أنصار نظام صدام حسين يقفون خلف التصعيد الطائفي في العراق، في وقت ما زالت فيه تهديدات الزرقاوي بشن حرب ضد الشيعة تتفاعل في الاوساط العراقية عموماً ولدى المحافظات السنية التي تتهم في العادة بايواء انصاره وتمويل عملياته. وأكد زعماء قبائل ورجال دين وشخصيات اجتماعية في محافظات صلاح الدين والانبار وكركوك رفضهم لما جاء في خطاب الزرقاوي ورأوا فيه تكريساً للفتنة ومحاولة لمنع السنة من المشاركة في العملية السياسية. وأكد القيادي في"الاتحاد الوطني الكردستاني"كمال محيي الدين ان بيان الزرقاوي مشكوك فيه من قبل الحكومة العراقية والقوى السياسية الرئيسية في البلاد، وقال ل"الحياة"إن الزرقاوي"ليس غبياً ليعلن انه ضد ملايين العراقيين وبهذه الطريقة الصريحة". واوضح:"البيان يصب ضد مصلحة الزرقاوي وهناك جهات في الداخل والخارج تريد استثمار وجود هذا الارهابي لتحقيق مآرب سياسية منها اثارة الفتنة الطائفية بين العراقيين". واتهم محيي الدين انصار النظام السابق من الاستخبارات و"فدائيي صدام"والحرس الخاص بمحاولة استخدام الفتنة الطائفية بين السنّة والشيعة، كورقة اخيرة في سعيهم للعودة الى السلطة. واضاف:"بسبب تهديدات وزير الدفاع العراقي بشن هجمات مدمرة ضد المناطق الساخنة في غرب البلاد وعلى خلفية عملية تلعفر، فإن انصار النظام السابق بالتعاون مع الزرقاوي حاولوا استعمال خطاب طائفي مباشر فيه تهديد للشيعة والسنة الذين يريدون المشاركة في الاستفتاء على مسودة الدستور العراقي الدائم والانتخابات المقبلة لأنهم ادركوا ان الفترة القادمة ستكون حاسمة". في السياق ذاته، قال رئيس استخبارات وزارة الداخلية العراقية اللواء ركن حسين علي كمال ل"الحياة"ان اغتيال 17 من السنّة في منطقة التاجي دليل على ان انصار النظام السابق بدأوا في انتهاج تكتيك جديد لاشعال الفتنة الطائفية. واضاف:"انصار النظام السابق لبسوا العمائم البيضاء وتحالفوا مع الزرقاوي رغم الاختلاف الفكري والسياسي بين الطرفين"، مشيرا الى أن هذا التعاون موقت أملته المصلحة المشتركة ضد الحكومة العراقية والقوات الاميركية. من جهته، قال الشيخ حكمت محمد شيخ عشيرة المحامدة الانبار 70 كلم غرب بغداد ان"اهل الانبار لن يكرروا الخطأ الذي ارتكبوه في الانتخابات السابقة عندما قاطعوها تحت ضغط الحملات العسكرية الاميركية وتهديدات المسلحين"، مؤكداً ان"تهديدات الزرقاوي لن تكون أخطر من الحملة التي تشنها أجهزة تابعة للدولة ومستترة بها لثني أهل السنّة عموماً، وأهل الانبار خصوصاً، عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور وعموم العملية السياسية". وقال الباحث في العلوم السياسية والاستاذ في جامعة الانبار عبدالستار ابراهيم"ان الزرقاوي وجماعته يعاكسون التيار عندما يرفضون اشتراك اهل السنة في العملية السياسية، وفي وقت ادرك فيه اهل السنّة ان لاخلاص لهم من القمع والاضطهاد الذي يتعرضون له منذ تولي حكومة الائتلاف الشيعية دفة الحكم في البلاد، الا بمشاركة فعالة في العملية السياسية تضع ثقلهم في صلب العملية السياسية". ولم يستبعد ابراهيم ان تكون تصريحات الزرقاوي"نابعة من اجندات خارجية تريد ان يبقى الوضع في العراق على ما هو عليه"، وقال:"يبدو ان هذه الجهات ارادت في الاونة الاخيرة تعقيد الموقف بين الشيعة والسنة في العراق الى درجة تهدد بالحرب الشاملة". ورأى ان"ما فعله الزرقاوي ويفعله حتى الان يصب كله في مصلحة الاطراف الموجودة حالياً في الحكومة ويسعى الى تحقيق اهدافها ومنحها المبررات لاستئصال اهل السنة بحجة حمايتهم للزرقاوي وتسترهم عليه وهو يضمر العداء للشيعة ويستبيح دماء العراقيين. وهذا يفسر تزامن تهديدات الزرقاوي مع الانذار الذي اطلقه وزير الدفاع لمدن اهل السنة باخراج الارهابيين خلال شهر والا تعرضت هذه المدن للتدمير كما حدث في تلعفر التي ابيد المئات من ابنائها بحجة ايوائهم للارهابيين". واضاف ان"الزرقاوي إما أن يكون شخصية وهمية وإما أن يكون - كما يشيع البعض - مجاهداً قتل منذ العام 2004 في شمال العراق واستغل الاحتلال اسمه لتشويه صورة المقاومة العراقية. او ان يكون جزءاً من مخطط اميركي او صهيوني لتفتيت العراق وزجه في أتون حرب أهلية تخليه من سكانه ليحل محلهم قوم آخرون". ويتفق مع هذا الرأي سليمان عبد عضو"الحزب الاسلامي"في الفلوجة الذي يرى ان"التشدد السني الذي تمثله بعض العناصر والتشدد الشيعي الذي تمثله الاطراف الشيعية الموجودة حالياً في الحكم مرتبطة بأجندات خارجية". غير انه"يلقي بالجزء الاكبر من المسؤولية عن المجازر التي تطاول العراقيين على المنظمات الارهابية المحمية من قبل الحكومة والتي تحاول تغيير التركيبة السكانية للكثير من مناطق العراق والتي قادت حملة اختطاف وقتل وتفجيرات استهدفت اهل السنة خاصة في بغداد والمدن المحيطة بها كالمدائن واليوسفية واللطيفية والمحمودية". ويقول ان"مثل هذه الاعمال منحت الزرقاوي غطاء لعملياته التي لا يقصد منها الا تأجيج الفتنة الطائفية، وهو المقصد ذاته الذي تسعى اليه الجهات المدفوعة من قبل ايران جارة العراق التي لم تكف يوماً عن التدخل في شؤونه الداخلية". وفي تكريت، أدان رجال دين وزعماء قبليون بيان الزرقاوي، وقال الشيخ مزاحم مصطفى شيخ عشيرة التكارتة:"إننا نعارض بشدة طروحات الزرقاوي ونعتبرها عملاً اجرامياً يستهدف وحدة العراق ويولد فتنة طائفية بين أبناء الوطن الواحد"، وأضاف أن"الجهة التي تستهدف الشيعة في المساجد والحسينيات هي الجهة نفسها التي تستهدف السنّة وتغتال العلماء والخطباء وأئمة الجوامع وتستهدف المواطنين الأبرياء". وقال الشيخ سامي البياتي رئيس عشيرة البيات في الطوز:"ندين ونستنكر بيان الزرقاوي ونرفضه رفضاً قاطعاً"، واضاف أن"الشيعة والسنة يعيشون منذ قرون طويلة في قضاء الطوز ولم تحدث بينهم أي فتنة طائفية، وقرار الزرقاوي دعوة إلى تقسيم العراق وخلق فتنة مذهبية". فيما استنكر الشيخ يحيى العطاوي عالم دين في تكريت قرار الزرقاوي واعتبره دعوة للفتنة الطائفية وإشعال حرب أهلية في العراق، ودعا العراقيين إلى التكاتف والتآزر وعدم إفساح المجال للزرقاوي وغيره بإشعال حرب أهلية يروح ضحيتها العراقيون أنفسهم، معتبراً قرار استهداف الشيعة عملاً جباناً يرفضه الشرع والدين. وقال مانع العجيلي أحد وجهاء مدينة تكريت ان"الزرقاوي مات منذ زمن بعيد وهو دمية تستخدمها قوات الاحتلال الاميركي لزرع فتنة طائفية في العراق بغية استمرارها في احتلاله". وأدان الحاج علي العجيلي، مسؤول"الحزب الإسلامي"في صلاح الدين، البيان واعتبره عملاً مرفوضاً، وقال:"ان استهداف المدنيين من الشيعة عمل غير إنساني نرفضه وندينه بشدة"، وانه"دعوة لإشعال حرب أهلية بين الشيعة والسنة في العراق". وقال نايف المرسومي شيخ عشيرة المراسمة في سامراء 150 كلم شمال بغداد:"إن البيان الذي أصدره تنظيم القاعدة في العراق طائفي يدعو إلى تقسيم البلاد وهو قرار ترفضه عشيرة المراسمة وأبناؤها وكل أبناء عشائر العراق لأنه عمل إجرامي يدعو لقتل المدنيين الأبرياء من الشيعة". وفي كركوك، اعتبر رئيس"الحزب الوطني التركماني"جمال شان"ان التركمان ينبذون العنف والارهاب والنعرات الطائفية وكل ما يمت الى الارهاب بصلة". اما رئيس"التجمع الجمهوري الديموقراطي"الشيخ احمد العبيدي سني فقال:"دعوة الزرقاوي لإبادة الشيعة في العراق تهدف الى ضرب العراقيين ببعضهم. وبالنسبة الينا كأحزاب وقوى سياسية عربية نرفض ونستنكر مثل هذ الدعوات الساعية الى تأجيج النعرات الطائفية بين العراقيين". وقال الناطق باسم"الاتحاد الاسلامي الكردستاني"سنّة ان"هناك مخططاً ارهابياً ضد العراقيين كافة، وما اشيع في وكالات الانباء العالمية والمحلية من تهديدات مزعومة الى الزرقاوي مرفوض وبقوة من قبل كل الاطياف السياسية العراقية، وندعو الحكومات الاسلامية الى المشاركة في الحرب على الارهاب ودعم الجهود المبذولة من قبل الحكومة العراقية في سعيها للقضاء على الارهاب". ويؤكد الشيخ حسين سليمان الجبوري شيخ قبيلة الجبور العربية ورئيس التجمع الاستشاري العربي في كركوك ان"الدعوات التي تطلقها التنظيمات الاصولية المتشددة تعبير واضح لاثارة حرب طائفية بين العراقيين، ونحن مستغربون ازاء مواقف بعض الدول العربية الصامتة حيال ما يجري في العراق". من جهته قال مسؤول مكتب"الاتحاد الوطني الكردستاني"جلال جوهر في كركوك ان"ما يجري في العراق وبغض النظر عن التهديدات التي تطلقها خلايا الارهاب في العالم موجه لقبر الفيديرالية والحرية في العراق ونتمنى من جامعة الدول العربية تشكيل لجنة خاصة بمكافحة الارهاب". فيما وجد الشيخ خزعل التميمي شيعي ان"الدول العربية مسؤولة ازاء كل قطرة دم تسقط من سني وشيعي في العراق داعياً العراقيين الى التلاحم والتآخي في الله وعدم السماح بتمرير مخططات الارهابيين القادمين من خارج البلاد". إلى ذلك، قال خالد الجميلي، احد وجهاء مدينة الفلوجة ان نائب رئيس الحكومة العراقية احمد الجلبي بدأ اتصالات مع وجهاء محافظة الانبار اكبر المحافظات السنية في العراق"بهدف منع شن عملية أمنية واسعة توعد بها وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي اخيراً". لكنه رأى ان تجربة المفاوضات بين وجهاء الفلوجة وبين الحكومة العراقية السابقة قد ترجح فشل المفاوضات الجديدة التي يقوم بها الجلبي.