تعاني"صالونات"حلاقة الشعر النسائية في تكريت حالاً من الكساد نتيجة انعدام تردد النسوة إليها بعدما كن يقصدنها بكثرة خلال الأشهر الاولى من سقوط النظام حين واصلن ترددهن للتزيين، وقص الشعر، إضافة إلى استثمار الكثير من النساء الأموال ولا سيما اللواتي فقدن مورد العيش بعد إلغاء الدوائر والمؤسسات الأمنية التي كان يعمل فيها الأزواج والأبناء. ولوحظ الكثير من أصحاب"صالونات"الحلاقة من النساء وليس الرجال، وهي ظاهرة جديدة طرأت بعد الاجتياح إذ كان أصحاب"صالونات"الحلاقة النسائية من الرجال على أن تديرها النسوة. واقتصر زبائن هذه"الصالونات"على العرائس خصوصاً يومي الاثنين والخميس من أيام الأسبوع. ويعزى هذا الكساد إلى تردي الوضع في الآونة الأخيرة التي تصاعدت فيها وتيرة السيارات المفخخة وأسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الشرطة والمدنيين. أم محمد صاحبة"صالون"حلاقة في تكريت تقول:"عدت إلى فتح"الصالون"من جديد بعدما أوصدت أبوابه نتيجة اعتقال زوجي وابني، إذ كانت حالتي النفسية سيئة ولا تساعدني على العمل وإدارة المحل. عدت إلى فتحه من جديد بعد الإفراج عنهما، لكن المحل يعاني الكثير من الكساد والموات تبعاً للوضع الأمني، إذ تعيش المراة اليوم في تكريت وسواها من المدن حالة نفسية سيئة جداً، فلا بيت في تكريت يخلو من شهيد، أو جريح، أو معتقل، فضلاً عن الخوف من حدوث طارئ جديد في الأسرة". وتشير ليلى صاحبة صالون حلاقة"إلى انعدام المورد المالي لديها كثيراً هذه الأيام نظراً الى قلة الزبائن، فالمراة أو الفتاة لم تعد تقصد صالون الحلاقة إلا للضرورة، والعمل بات يقتصر على العرائس يومي الاثنين والخميس". اما خمائل فتقول:"لم اعد أتردد على صالون الحلاقة بكثرة ما عدا المناسبات من جراء استشهاد ابن عمي واحد أقربائي، فالوضع الأمني سيئ جداً والعائلة العراقية تفقد كل يوم أحد إفرادها". وتقول ندى:"فقد زوجي عمله الوظيفي بعد الاجتياح ولم يكن أمامنا إلا استثمار القليل من المال الذي نملكه في مشروع تجاري، فكان"صالون"الحلاقة النسائية، وكان يدرّ ربحاً معقولاً في الأشهر الأولى، إلا انه تراجع تبعاً لتردي الوضع الأمني واستمراره على نحو انعكس على الاوضاع العامة كلها".