اللحن لأغنية للمطربة المصرية الراحلة أم كلثوم.. الملابس حلل رقص شرقي مستوردة من الشرق الأوسط أحزمتها موشاة بعملات صغيرة مطلية بالذهب. لكن في هذه المدرسة لتعليم الرقص الشرقي في لندن، المدربة أميركية والمتدربات غالبهن من الأوروبيات. قالت شيري ماري المعروفة باسم اسمهان في فنادق الخمس نجوم في الشرق الأوسط لتلميذاتها "اليوم سنتعلم الرقص الشرقي على الطريقة المصرية." وأضافت: "هذه أفضل مدرسة رقص وتقدم فهماً أعمق للموسيقى وتستند إلى أسلوب فن الباليه". وتمايلت الدارسات مع الموسيقى فأدرن أردافهن ببطء وقوسن ظهورهن. وفي استعراض آخر كن يمسكن بأوشحة ملونة خلف ظهورهن ويدرن على أطراف أصابعهن. لم تكن أي منهن تعرف أغنية أم كلثوم أو تفهم معاني الكلمات المصاحبة للحن الحزين، لكن ذلك لم يثبط عزيمتهن عن الانضمام إلى آلاف الغربيات الهاويات تعلم الرقص الشرقي. امتلأت المطاعم في أوروبا والملاهي في مصر ولبنان ودبي براقصات غربيات يستفدن من قوانين العمل المتراخية. وقالت اسمهان: "الرقص الشرقي يزدهر فعلاً هنا... هناك اتجاه قوي لتعلم الرقص والعديد من الملاهي التي تقدم الرقص الشرقي". ويرجع الفضل لمهاجرات من الجزائر والمغرب وتركيا في نشر الرقص الشرقي في دول مثل فرنسا وألمانيا. وفي لندن، ازدهر هذا المجال بفضل فنانات لبنانيات هربن من بلادهن زمن الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990. في الوقت الراهن، اصبح هناك اعتماد أكبر على المواهب التي تدربت محلياً. ومن بين هذه المواهب، ليلى وهي فرنسية - روسية، ترقص في عدد من المطاعم المصرية والمغربية والإيرانية في لندن حيث تتنافس مع راقصات روسيات وبرازيليات. وتكسب ليلى 22 عاماً المتخرجة من السوربون ما يصل إلى 250 جنيهاً استرلينياً 460 دولاراً في الليلة، وهو ما يتقلص أمامه ما تكسبه من عملها أثناء النهار في مصرف وكمدرسة للغة الفرنسية. وعلى رغم أن أجورهن مرتفعة، فإن حلم العديد من الراقصات الغربيات هو أن يرقصن في الشرق الأوسط. وفي مدخل مدرسة الرقص صورة لاسمهان، وهي ترتدي حلة رقص زرقاء، وخلفها أبو الهول في إعلان عن دروس الرقص. وبسبب ملامحها الشرق أوسطية، يمكن أن يظن المشاهد أن الصورة من فيلم مصري. لكن خبرتها الوحيدة في هذا المجال كانت في تصميم أزياء الرقص لأفلام مصرية مثل فيلم "الراقصة والسياسي" الذي أنتج في التسعينات. وتابعت: "الراقصات الأجنبيات اصبحن عنصراً مهماً في هذا المجال. فهن يذهبن ويشترين الأزياء ويدفعن للحصول على دروس في الرقص". ومضت اسمهان تقول ان بعد هذا الاتجاه الجديد، اصبح لبنان المركز الرئيسي لتدريب الراقصات العربيات اللواتي يحاولن مقاومة غزو الراقصات الغربيات. وتقر دينا، الراقصة المصرية الشهيرة، بأن الراقصات من أوروبا وأميركا الجنوبية اصبحن يمثلن عنصراً ثابتاً في هذا المجال في العالم العربي. وقالت في حديث هاتفي من القاهرة: "هناك آلاف الراقصات الشرقيات في أوروبا، وبريطانيا وإيطاليا وفنلندا". وأضافت: "الراقصة المصرية ستظل دائماً متفوقة على الأخريات، لكن، هناك نقص في أعداد الراقصات المصريات هذه الايام".