تجددت أعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين خلال الايام القليلة الماضية مع اطلاق صواريخ على الاراضي الاسرائيلية وما اعقبها من غارات جوية على قطاع غزة. واعلنت"كتائب شهداء الاقصى"، الجناح العسكري لحركة"فتح"التي يتزعمها الرئيس محمود عباس انها اطلقت فجر امس صاروخين على جنوب اسرائيل ثأراً لمقتل فلسطينييْن اول من امس على يد جنود اسرائيليين في قطاع غزة. وكانت ثلاثة صواريخ من نوع"القسام"اطلقت من قطاع غزة السبت وسقطت في اسرائيل من دون ان تسفر عن اصابات، كما افادت ناطقة عسكرية. ورد الجيش الاسرائيلي بشن اربع غارات جوية ليلاً بعدما قصف بالمدفعية منطقة غير مأهولة في بيت ياحون شمال قطاع غزة. وافاد بيان عسكري اسرائيلي ان احدى الغارات استهدفت مبنى"يستخدم في انشطة ارهابية في مدينة غزة"، كما استهدفت القوات الاسرائيلية اربع طرق شمال قطاع غزة يسلكها ناشطون فلسطينيون لبلوغ مناطق يطلقون منها صواريخ في اتجاه اسرائيل، من دون ان توقع الغارات اي اصابة. وإثر اعمال العنف هذه، حذر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الفلسطينيين، وقال في تصريح للاذاعة الاسرائيلية:"امرت الجيش باتخاذ اجراءات هجومية فورية رداً على اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون ... فلن يكون هدوء في قطاع غزة اذا لم يسد الهدوء اسرائيل". واعتبر موفاز الذي اشرف على اخلاء قطاع غزة في ايلول سبتمبر ان"الهجمات الارهابية تراجعت منذ انجاز الانسحاب، في حين ان ردودنا العسكرية اكثر فاعلية حتى لو نجح الارهابيون في اطلاق النار على اراضينا بين حين وآخر". وبات استمرار اطلاق الصواريخ انطلاقا من قطاع غزة عنوانا اساسيا في الحملة الانتخابية الاسرائيلية المقررة في 28 اذار مارس المقبل. ويواظب المتشددون داخل تكتل"ليكود"على انتقاد رئيس الوزراء آرييل شارون وموفاز، مشددين على ان الانسحاب من قطاع غزة سيضاعف اطلاق الصواريخ على الاحياء جنوب اسرائيل. وقال مسؤولون عسكريون ان 170 صاروخا يدوي الصنع من نوع"القسام"وقذائق هاون اطلقت على اسرائيل من قطاع غزة منذ الانسحاب من هذا القطاع في 12 ايلول، فيما سجلت ثماني محاولات تسلل قام بها فلسطينيون. واوضحوا ان هذه الارقام سجلت تراجعا مقارنة بالمرحلة التي سبقت الانسحاب من قطاع غزة.