أطلقت مروحيات حربية إسرائيلية عصر أول أمس " الاثنين " خمسة صواريخ على سيارة مدنية كانت تسير في شارع الوحدة وسط مدينة غزة فقتلت شابا فلسطينيا وأصابت " 23 " آخرين بجراح ، ثلاثة منهم في حالة الخطر الشديد . وقال د . جمعة السقا مدير العلاقات العامة بمستشفى الشفاء ل "اليوم" : جراء القصف الذي استهدف شارع الوحدة المكتظ بالمارة وصلتنا جثة الشهيد خضر بدوي الحصري "36 عاما" متفحمة بالكامل ، بالإضافة إلى " 23 " مصابا ثلاثة منهم في حالة الخطر الشديد .. وأصيب بشظايا الصواريخ أربعة أطفال يبدو أنهم كانوا عائدين من مدارسهم في اليوم الأول من الدراسة . وقال شهود عيان ل "اليوم" : إن مروحيات إسرائيلية من طراز أباتشي وبتغطية من مقاتلات إسرائيلية من طراز (إف 16) أطلقت ثلاثة صواريخ على السيارة المستهدفة مما أدى إلى احتراقها بالكامل واصيبت سيارة كانت تسير بجوارها باصابات مباشرة مما أدى إلى احتراقها أيضا وإصابة من فيها من المدنيين. فيما أكد شهود عيان آخرون : أن الطائرات الاسرائيلية المقاتلة أطلقت خمسة صواريخ باتجاه السيارة ؛ حيث اخطأ الصاروخ الأول هدفه وأصاب سقف عمارة سكنية لعائلة عطا الله ولم يصب أحد من العائلة .. وواصلت الطائرات إطلاق الصواريخ باتجاه السيارة حتى تفحمت بالكامل. وأكدت مصادر إسرائيلية أن مروحيات سلاح الجو الإسرائيلي أطلقت صواريخها على سيارة استقلها أعضاء ينتمون لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وتأتي عملية الاغتيال هذه بعد أن جدد القادة السياسيون والعسكريون في إسرائيل تهديداتهم باتخاذ خطوات أكثر عنفا لوقف صواريخ القسام التي تنطلق من قطاع غزة ؛ وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون : إنه إذا فشلت السلطة الفلسطينية في ملاحقة رجال المقاومة فإن إسرائيل ستواصل التعامل معهم بنفسها ، مؤكدا لوزرائه على أنه لن يتوقف عن الحملة العسكرية التي تشنها قواته ضد حركة "المقاومة الإسلامية" حماس وغيرها من الفصائل المسلحة ، في إشارة إلى مواصلة الغارات الصاروخية التي تستهدف قيادات حماس .. مشددا على أن إسرائيل لن تسمح بأن تصبح مدينة "عسقلان" شمال قطاع غزة على خط جبهة بعدما وصلت إليها صواريخ القسام التي تطلقها حركة حماس . فيما قال رئيس هيئة الأركان موشيه يعالون إنه مستعد لإرسال فرقة مشاة لقطاع غزة إذا دعت الحاجة لوقف صواريخ حماس .. من ناحيته هدد وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز باجتياح غزة لوقف إطلاق حماس صواريخها على المدن والبلدات الإسرائيلية. الصواريخ تلاحق أعضاء حماس يذكر أن عملية الاغتيال هذه هي السادسة من نوعها التي تنفذها مروحيات الاحتلال الإسرائيلي بحق أعضاء سياسيين وعسكريين بارزين من حركة المقاومة الاسلامية "حماس" ، بعد أن أعلنت الحركة مسئوليتها عن عملية القدس التي قتل فيها أكثر من عشرين إسرائيليا وأصيب ما يزيد على مائة وثلاثين آخرين .. ففي الحادي والعشرين من آب الماضي اغتالت مروحيات الاحتلال القيادي السياسي إسماعيل أبو شنب واثنين من مرافقيه ومسنة فلسطينية في عقد السبعين وسط مدينة غزة ، وفي الرابع والعشرين من الشهر نفسه اغتالت صواريخ الاحتلال أربعة من كوادر فاعلة في القسام على شاطئ مدينة غزة هم : أحمد شتيوي ضابط العمليات في حركة حماس ، ومساعديه ( وليد الهمص ، أحمد أبو هلالة ومحمد أبو لبدة )، وبعد يومين من اغتيال الأربعة فشل الطيران الاسرائيلي في اغتيال خالد مسعود من مخيم جباليا الناشط الميداني في كتائب القسام إلا أن عملية الاغتيال أودت بحياة مسن فلسطيني في عقد الثمانين ، وفتى لم يكمل السابعة عشرة من عمره ، وفي الثامن والعشرين من الشهر نفسه اغتالت قوات الاحتلال حمدي كلخ من محافظة خان يونس وتتهمه اسرائيل بأنه أحد مهندسي العبوات الناسفة في حركة حماس ، وفي الثلاثين من نفس الشهر اغتالت مروحيات الاحتلال بأربعة صواريخ عضوين بارزين من كتائب القسام في مخيم النصيرات هما : ( عبد الله علي عقل ، وفريد يوسف ميط ) ؛ وتقول الأجهزة الأمنية الاسرائيلية : ان عقل وميط ناشطان مركزيان في منظومة الوسائل القتالية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة حيث إنهما يصنعان صواريخ القسام وقذائف الهاون التي تصيب قلب مدينة أشكلون الاسرائيلية ، ويقفان وراء العديد من العمليات . تفعيل العدوان لن يمنع صواريخ القسام ويجري الجهاز الأمني الاسرائيلي مشاورات على مدار الساعة بشأن العمليات المطلوب القيام بها لوقف إطلاق صواريخ القسام من المنطقة الشمالية لقطاع غزة باتجاه إسرائيل ، وما هي السبل لوقف إطلاق الصواريخ الموجهة باتجاه مدينة أشكلون ، وأصدر رئيس الحكومة الاسرائيلي شارون أوامره إلى الجيش الإسرائيلي بالقيام بكل ما يلزم من أجل منع إطلاق القذائف باتجاه أشكلون والتي تعتبر تطوراً خطيراً وتصعيداً من قبل حركة حماس . وقالت رسائل بثها الجهاز الأمني الاسرائيلي : إن إسرائيل لن تعتمد أكثر على عمل وزير الشؤون الأمنية في حكومة أبو مازن محمد دحلان ورجاله في منع إطلاق صواريخ القسام ، وستقوم بتفعيل الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن من أجل تحقيق ذلك . وتقول مصادر أمنية اسرائيلية : إن تفعيل القوات البرية في منطقة بيت حانون لن يمنع إطلاق صواريخ القسام، لأن القوات الكبيرة التي مكثت أربعين يوما في شمال القطاع قبل الهدنة لم تنجح في منع إطلاق تلك الصواريخ باتجاه مدينة سدروت بشكل مطلق. سياسة الاغتيالات صحيحة وناجعة وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي : إن هناك خطوات أخرى أكثر نجاعة ، وهي تفعيل أجهزة المراقبة لرصد خلايا القسام ، ووضع المروحيات الحربية على أهبة الاستعداد في منطقة قطاع غزة بحيث تكون قادرة على الإقلاع بسرعة لإبادة الخلايا التي تطلق صواريخ القسام . وتبدي سلطات الاحتلال وعياً للحساسية الكبيرة التي يعنيها إرسال قوات كبيرة للمنطقة التي نقلت فيها إسرائيل المسؤولية الأمنية للفلسطينيين ، من أجل عدم ايجاد واقع جديد يؤدي لانهيار جميع اتفاقيات وقف إطلاق النار وخطة خارطة الطريق ، في الوقت الذي يحقق فيه الجيش الاسرائيلي نجاحات كبيرة في عمليات الاغتيالات الجوية التي استهدفت نشطاء وقادة حركة حماس في غزة. وقال عاموس جلعاد رئيس المقر السياسي الأمني في وزارة الحرب الاسرائيلية : إن الطريقة التي تتبعها اسرائيل في تصفية المطلوبين الفلسطينيين هي طريقة صحيحة ، وليس أمام اسرائيل طريق آخر. شهود عيان وقال شهود عيان كثر من مواقع عمليات الاغتيال ل " اليوم " : إن طائرات الأباتشي الاسرائيلية تطلق الصواريخ باتجاه السيارات المستهدفة ، وأن من يفر من السيارة تلاحقه الصواريخ حتى تقضي عليه. وأكد د . جمعة السقا مدير العلاقات العامة بمستشفى الشفاء ل "اليوم " على أن جثث الشهداء التي تصل جراء القصف تصل إلى المستشفى متفحمة وممزقة وبعض الرؤوس تصل مفصولة عن الأجساد ، ونضطر إلى عد الأطراف لكي نحدد عد الشهداء. وقالت كتائب القسام في بيانات متعددة تلقت " اليوم " نسخا منها : تستمر المجازر الصهيونية الغادرة بحق مجاهدي القسام ، إلا أن مسيرة الجهاد والمقاومة مستمرة ، وإن دماء الشهداء هي وقود الرد القادم بإذن تعالى. كما أصدر مكتب مستشار الرئيس عرفات لحقوق الانسان الفلسطيني بيانا تلقت "اليوم " نسخة منه جاء فيه : ان قوات الاحتلال اقترفت "140" جريمة اغتيال سياسي منذ بداية الانتفاضة حتى وقت قريب ؛ راح ضحيتها " 300 " شهيد فلسطيني من بينهم مائة ممن صادف وجودهم في مكان الجريمة ، ولقي "50 " طفلا ، وعشرة من النساء الفلسطينيات ، واثنا عشر من المسنين الفلسطينيين حتفهم نتيجة جرائم الاحتلال التي تستهدف المطلوبين ، وتشكل عمليات التصفية والإعدام خارج نطاق القانون التي تنتهجها اسرائيل انتهاكا صارخا لمعايير القانون الدولي الإنساني التي تؤكد على الحق في الحياة كأحد الحقوق الأساسية للإنسان. وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في بيان تلقت "اليوم" نسخة منه على أنه منذ بداية انتفاضة الأقصى المجيدة تنفذ إسرائيل كل سبعة أيام عملية اغتيال خارج نطاق القانون.