تهاوت شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش الى أدنى مستوياتها منذ وصوله الى البيت الأبيض في العام 2000. وشهدت صدقيته أمام الرأي العام انتكاسة غير مسبوقة أمس، تزامنت مع مثول لويس سكوتر ليبي المدير السابق لفريق نائب الرئيس ديك تشيني أمام المحكمة وارتفاع الأصوات المطالبة بعزل كارل روف كبير مستشاري بوش على خلفية دورهما في فضيحة"بلايم غيت"تسريب الادارة اسم عميلة للاستخبارات للانتقام من زوجها الديبلوماسي المناهض للحرب. وعكست أرقام استطلاعي صحيفة"واشنطن بوست"وشبكة"أي بي سي"الاخبارية، ومركز"زغبي"الدولي الى تراجع نسبة التأييد لبوش الى 39 في المئة، وعدم رضى 60 في المئة من الأميركيين عن أدائه الرئاسي. واهتزت صدقية الرئيس الجمهوري وشفافيته، الامران اللذان كانا يعتبران من أبرز نقاط القوة لديه، وانخفضت بنسبة 13 في المئة عن السنوات السابقة، مع ابداء 58 في المئة شكوكهم بنزاهته في قيادة البلاد. ووضع استطلاع"واشنطن بوست - أي بي سي"فضيحة"بلايم غيت"واتهام لويس ليبي بالكذب أمام هيئة المحلفين في هذا الشأن واستمرار التحقيق في دور كارل روف بالفضيحة، في صلب هذا التدهور في شعبية الرئيس، خصوصاً مع اعتبار 52 في المئة من الأميركيين أن الفضيحة تعكس أزمة أخلاقية داخل البيت الأبيض، واعتقاد 6 من أصل 10 بتورط كارل روف وضرورة استقالته. ليبي يدفع ببراءته وتأتي الأرقام بعد أقل من 24 ساعة على مثول لويس ليبي أمام القضاء، وتأكيد براءته من التهم الخمس الموجهة اليه في قضية تسريب اسم عميلة الاستخبارات فاليري بلايم الى الاعلام الأميركي والطعن بهويتها السرية. واقتصر دفاع ليبي على 15 كلمة فقط. واعتبر نفسه بريئاً من التهم، بينها تضليل التحقيق والكذب أمام هيئة المحلفين. وحضر الجلسة القاضي الذي تولى فضيحة"ووترغيت"جون سيريكا، والذي أجبر الرئيس السابق ريتشارد نيكسون على تسليم التسجيلات السرية للقضاء. ورافقت محاكمة ليبي دعوات من أصوات داخل الحزبين الديموقراطي والجمهوري بإقالة كارل روف، والذي يعتبر أحد أقرب الشخصيات لبوش والذي له الدور الأكبر في نجاحاته السياسية منذ حاكمية تكساس في 1994 وحتى انتخابه لولاية ثانية في 2004. وكان روف اعتذر للناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أول الأسبوع لعدم قول الحقيقة في شأن ضلوعه في القضية وتحدثه لإعلاميين عن هوية العميلة في صيف 2003. وكان ماكليلان أكد مع بدء التحقيق في تشرين الأول أكتوبر 2003 ثقته بعدم تورط أي مسؤول في البيت الأبيض في تسريب"اسم العميلة.