طالب السفير الأميركي السابق جوزف ويلسون زوج عميلة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي التي سرّب اسمها، بصرف كارل روف المستشار السياسي الرئيسي في البيت الأبيض. وتأتي مطالبة ويلسون التي تستهدف أقرب مستشار سياسي للرئيس جورج بوش، في وقت تحاول الإدارة الأميركية التخفيف من وقع فضيحة تسريب هوية العميلة السرية التي تسببت قبل أيام باستقالة لويس ليبي مدير مكتب نائب الرئيس ديك تشيني المتهم بالكذب أثناء الإدلاء بشهادته. وفي حين يواجه البيت الأبيض سلسلة من الأسئلة في هذه الفضيحة، أجرى تشيني تعديلات داخل فريق عمله، فيما يستعد ليبي للمثول للمرة الأولى أمام المحكمة غداً. واعتبر ويلسون الذي عارض بشدة الحرب على العراق أن روف يجب أن يحاسب بسبب دوره المفترض في الكشف عن هوية زوجته، فاليري بليم، عبر تسريبات صحافية. ويعتبر الكشف عن اسم عميل سري في أجهزة الاستخبارات جريمة في الولاياتالمتحدة. وقال ويلسون في نادي الصحافة الوطني في واشنطن "يجب أن يرفض الأميركيون جميعاً هذا التصرف الذي صدر عن أعلى مستويات الحكومة". وأضاف "لا اعتقد انه يجب السماح لروف بتقديم استقالته، فهذه جريمة تستوجب صرفه من مهماته". وقال الديبلوماسي "إن الاستخفاف في التعامل مع أسرار هذه الأمة العظيمة يسيء فعلاً إلى ثقة المواطنين في الحكومة". وفي مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، قال ويلسون بلهجة أكثر حدّة "أظن انه يجب صرف كارل روف". ولم يوجه المدعي العام المسؤول عن التحقيق في التسريبات، باتريك فيتزجيرالد أي تهمة إلى روف لكنه أكد انه ما زال رهن التحقيق. وتسبّبت هذه الفضيحة بعاصفة سياسية جاءت لتنضم إلى ما يعانيه بوش في ما يتعلق بالحرب على العراق وعواقب الإعصار كاترينا وارتفاع أسعار الفيول. وتفادى الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان الإجابة عن سلسلة من الأسئلة في فضيحة "سي آي أي"، فيما آثر بوش عدم الحديث عن مصير روف أثناء ظهوره إلى جانب رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني. ورداً على سؤال عما إذا كان روف ما زال يتمتع بدعم بوش، قال ماكليلان إن "الأشخاص الذين يعملون هنا في البيت الأبيض يحظون بثقة الرئيس". كما صوب ولسون سهامه في اتجاه خصومه في الحزب الجمهوري الذين قالوا إن دوره في هذه القضية نابع عن غايات سياسية. من ناحيتهم، ركز الديموقراطيون هجومهم على روف الذي لم يكف عن التوجيه إليهم شتى الاتهامات منذ وصول بوش إلى سدة الرئاسة عام 2000. وقال الديموقراطي ديك دوربين "أظن أن على هذا الرئيس فتح صفحة جديدة. نحن بحاجة إلى رئيس قوي يتمتع بقيادة ذات صدقية". وأضاف: "أظن انه عليه القول للشعب الأميركي: ارتكبت أخطاء وحان الوقت لتشكيل فريق عمل جديد". أما رئيس الحزب الجمهوري كيم ميلمان، فقال إن فريق عمل البيت الأبيض كان يؤدي عملاً جيداً، معتبراً أن الاستقالات يجب أن تنتهي عند حد استقالة ليبي". وكان ويلسون السفير السابق في الغابون والمستشار في الأمن القومي في ملف أفريقيا، أرسل إلى النيجر في شباط فبراير 2002 للتحقيق في ادعاءات عن شراء العراق مادة اليورانيوم من اجل تصنيع قنابل نووية. وقال ويلسون آنذاك إن هذه المهمة بددت الشكوك التي عبر عنها مكتب ديك تشيني في ال "سي آي أي" عن عملية الشراء التي في حال ثبوتها، كانت لتشكل ذريعة قوية ضد العراق. وعبر ويلسون عن تشكيكه الكبير في عملية الشراء لكن على رغم ذلك، كانت هذه الذريعة حاضرة جداً في خطاب بوش عن حال الأمة في كانون الثاني يناير 2003. ومنذ الكشف عن هذه القضية في 2003، يؤكد ويلسون أن هوية زوجته كشفت عمداً من البيت الأبيض للإساءة إليه.