في محاولة لتخفيف الضغوط على الرئيس جورج بوش أعلنت هارييت مايرز مستشارة البيت الابيض ومرشحة الرئيس المتعثرة لعضوية المحكمة العليا انسحابها أمس من عملية التصديق على تعيينها. وقالت مايرز في رسالة الى بوش انها"قلقة من ان تكون عملية التصديق التي يقوم بها مجلس الشيوخ"تمثل عبئاً على البيت الابيض والعاملين في ادارتنا لا يحقق افضل مصلحة للبلاد". وجاء هذا الانسحاب عشية القرار المرتقب باتهام الرجلين الاساسيين لدى بوش ونائبه ديك تشيني باطلاق تسريبات صحافية مخالفة للقانون. وكانت مايرز تعرضت لانتقادات من الديموقراطيين والجمهوريين المحافظين على السواء وطالب كثير من المحافظين بانسحابها بسبب افتقادها للخبرة القضائية. وأبدت مايرز في رسالتها سبباً للانسحاب مشيرة الى الحاجة للحفاظ على خصوصية السجلات الداخلية لخدمتها في البيت الابيض والتي يريد اعضاء في الكونغرس الاطلاع عليها لكن بوش يريد ابقاءها سرية. مع ذلك استمر التوتر في أروقة السلطة في واشنطن وبلغ ذروته قبل ساعات من صدور القرار النهائي في شأن احتمال توجيه اتهامات لمسؤولين كبار في البيت الابيض على خلفية كشف هوية عميلة سرية في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي في ما صار يعرف بفضيحة"بلايم - غيت". ورجحت مصادر اميركية متطابقة ان يعلن اليوم الجمعة عن قرار هيئة المحلفين في ضوء نتائج التحقيق الذي اجراه القاضي المستقل باتريك فيتزجيرالد، وسط توقعات بإتهام كل من كارل روف، المستشار السياسي للرئيس جورج بوش، ولويس سكوتر ليبي، مدير مكتب نائب الرئيس ريتشارد تشيني، بتسريب اسم العميلة فاليري بلايم في شكل يخالف القانون، وذلك انتقاماً من زوجها السفير جوزف ويلسون، الذي عارض بشدة الحرب لإطاحة النظام العراقي. وكشفت صحيفة"واشنطن بوست"امس ان فريق المحامين التابع للمستشار روف، المعروف في واشنطن بأنه"عقل بوش"المدبر، استنفر كل امكاناته لإقناع فيتزجيرالد بأن روف لم يكذب في سياق نفيه تسريب اسم"بلايم"الى وسائل الاعلام. ونقلت عن مصادر قريبة من روف ان الأخير"لا يعرف بعد ما إذا كان سيواجه اتهاماً ام لا"، علماً بأن توجيه اتهام له ولأي مسؤول كبير في البيت الابيض سيعني، على الأرجح، اضطراره للاستقالة. واشارت الصحيفة الى ان البيت الابيض"عاش اسبوعاً رهيباً"وسط توقعات بإتهام مسؤول كبير واحد على الاقل بالتورط في الفضيحة، فيما ذكرت مصادر مستقلة ان العدد قد يرتفع الى خمسة موظفين كبار. ويعترف كل من روف وليبي بأنهما تحدثا الى صحافيين حول بلايم ومسؤوليتها عن ارسال زوجها السفير المتقاعد ويلسون في مهمة الى النيجر لمصلحة"سي آي آي"للتحقق من معلومات غير موثقة عن محاولة العراق شراء مواد خام تستخدم لصنع اسلحة نووية. غير انهما نفيا للمحقق المستقل ان يكونا كشفا حقيقة ان بلايم كانت عميلة سرية لوكالة الاستخبارات. وسرت تكهنات خلال اليومين الماضيين بأن نائب الرئيس تشيني قد يكون متورطاً ايضاً في الفضيحة في شكل غير مباشر، رغم نفي البيت الابيض الذي تعرض لزلزال غير متوقع الاسبوع الماضي لدى تسرب معلومات عن احتمال اتهام وادانة مسؤولين كبار بعد 22 شهراً من التحقيق. وتتألف غالبية هيئة المحلفين، وهي الهيئة التي ستحسم مصير مستشار بوش الاول وكبير موظفي تشيني، من النساء من اصول افريقية من مقاطعة كولومبيا، علما بأن اعضاء الهيئة، وعددهم 23 شخصاً، يتقاضون 40 دولاراً في اليوم مقابل خدماتهم، و4 دولارات في اليوم للمواصلات.