لفت متابعون للشأن الأمني في الجزائر الى ان معاقل الجماعات الإسلامية المتشددة في الجبال باتت تستقطب العديد من الإسلاميين من دول الجوار الذين يسعون الى تلقي تدريبات على الاسلحة والمتفجرات، على أمل العودة الى بلادهم وشن عمليات ضد الحكومة أو المصالح الغربية. وتوقف مصدر عند اعلان موريتانيا توقيف مجموعة من الاسلاميين الذين تدربوا في معسكرات"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"في الجزائر، لافتاً الى ان ذلك يأتي بعد ايام فقط من توقيف الجزائريين مجموعة من التونسيين كانوا أيضاً في طريقهم الى معسكرات"الجماعة السلفية". وثمة معلومات عن اعتقال الجزائريين مجموعات من جنسيات عربية أخرى يُشتبه في انها جاءت الى البلد لأهداف ارهابية. وقالت موريتانيا الثلثاء انها اعتقلت العديد من شخصيات المعارضة الاسلامية البارزة في هذا البلد الذي يقع في غرب افريقيا، واتهمتهم بأنهم متحالفون مع جماعة اسلامية متحالفة مع تنظيم"القاعدة". وقال الناطق باسم الشرطة في موريتانيا يحفظو ولد عمار في بيان ان اعترافات ربطت الزعماء الاسلاميين الذين اعتقلوا الاثنين ب"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"المتشددة في الجزائر. وقالت الشرطة في بيان:"أرسلوا نحو 20 شخصاً الى معسكرات تدريب الجماعة السفلية للدعوة والقتال، وأول مجموعة من سبعة عادت الى البلاد". واضافت:"تم اعتقال هذه العناصر وبقية المجموعة ما زالت في معسكرات تدريب الجماعة السفلية للدعوة والقتال". وزادت:"دخل تفكيك هذا الهيكل مرحلة جديدة باعتقالات يوم الاثنين ... للزعماء الرئيسيين للتنظيم". وأغضب الرئيس معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع العديد من العرب في موريتانيا عندما حول تأييده من الرئيس العراقي صدام حسين الى اسرائيل والولاياتالمتحدة. وأصبحت موريتانيا ثالث دولة عضواً في الجامعة العربية تقيم علاقات ديبلوماسية كاملة مع اسرائيل عام 1999. تظاهرة ضد اسرائيل وذكرت وكالة أسوشيتد برس ان مئات الطلاب تظاهروا أمس في نواكشوط احتجاجاً على الزيارة المتوقع ان يقوم بها وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم لبلادهم في 3 ايار مايو المقبل. وافادت ان نحو 300 طالب تظاهروا في جامعة العاصمة وهتفوا بشعارات مناهضة للدول العبرية. ومنعت قوات الأمن المتظاهرين من الخروج الى شوارع نواكشوط حيث لاسرائيل سفارة محمية جيداً.وقال أعضاء في المعارضة انه تم اعتقال الزعيم الروحي الاسلامي الشيخ محمد الحسين ولد ديديو ومختار ولد محمد موسى، وهو ديبلوماسي موريتاني سابق لدى دول عربية عدة، في ساعة متقدمة مساء الاثنين مع ما يصل الى 14 عضواً آخرين من المعارضة الاسلامية المعتدلة. وقال الزعيم الاسلامي محمد جميل ولد منصور ل"رويترز"هاتفياً:"بدأ النظام حملة قمع جديدة ضد تيار قوي من الرأي الوطني، ربما لارضاء وزير الخارجية الاسرائيلي قبل زيارته نواكشوط". وقال ولد منصور، الذي ذكر ان الشرطة تبحث عنه ايضاً، ان"الغرب يدعو الى حوار مع الحركات الاسلامية المعتدلة والسلطات في موريتانيا تعتقل زعماء تلك الحركات". ويقول منتقدون ان ولد الطايع الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1984، يبالغ في تهديد الاسلاميين ليكسب رضا واشنطن التي تخشى من ان تصبح موريتانيا ربما ارضاً لنمو التشدد مع استخدامه مبرراً للقيام بحملة ضد المعارضة. وقال مايك مكغفورن، مدير مشروع غرب افريقيا لمجموعة ابحاث في تقرير حديث، انه"يوجد اعتقاد قوي في نواكشوط بأن حكومة ولد الطايع تبالغ في تهديد الإرهاب الإسلامي للحصول على دعم سياسي ومالي من الغرب خصوصاً الولاياتالمتحدة". واعتُقل ولد ديديو ومحمد موسى وولد منصور في تشرين الثاني نوفمبر الماضي لنشر صور على الانترنت لضحايا تعذيب مزعومين، بينهم جنود دينوا بتنظيم محاولة انقلاب في حزيران يونيو عام 2003. وافرج عنهم من السجن في شباط فبراير بعد ان بدأوا اضراباً عن الطعام.