تبنى تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني بتاريخ 5 يونيوالجاري ، الهجوم الإرهابي الذي وقع على قاعدة عسكرية للجيش الموريتاني في بلدة لمقيط الشمالية الواقعة على بعد حوالي 400 كيلومتر شرق الزويرات قرب الحدود الموريتانية/ الجزائرية /المالية ، واعتبر بيان التنظيم الذي يرفض لحد الساعة الاستجابة لمسعى الرئيس بوتفليقة للمصالحة الوطنية ، أن العملية تأتي انتقاما لعناصر التنظيم الذين اعتقلهم النظام الموريتاني في الآونة الأخيرة . ويعد بيان تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ، الذي أبدى أميره الوطني السابق حسان حطاب في بيان يحمل توقيعه بتاريخ 27 ديسمبر 2004 ، استعداده التفاعل إيجابيا مع مبادرة الرئيس بوتفليقة للعفوالشامل لكن ب شروط ، وهوالذي تباينت بشأن مصيره ، منذ انسحابه من قيادة التنظيم شهر أوت من العام 2003 ، تحاليل خبراء الشأن الأمني ، بعدما تردد ، احتمال تعرضه إلى العزل ، أوالتصفية الجسدية ، أوالقتل ، يعد هذا البيان ، الأول من نوعه يتبنى فيه التنظيم عملية إرهابية تحدث خارج الحدود الجزائرية ، ما يعكس الاتجاه الجديد للتنظيم بنقل نشاطه إلى الخارج بعد الحصار والطوق الأمني المشدد المضروب منذ أزيد من سنة على أهم معاقله في وسط وشرق الجزائر من قبل قوات الجيش الجزائري . وكان عمار صايفي المدعو عبد الرزاق البارا الرقم الثاني في التنظيم ، والمتهم الرئيسي في اختطاف السياح الأجانب ال 32 في عمق الصحراء الجزائرية العام 2003 ، الذي سلمته السلطات الليبية في 27 أكتوبر 2004 إلى مصالح الأمن الجزائرية في إطار التنسيق الأمني بين البلدين ، سبق له وأن قاد معارك ضارية رفقة عناصر من تنظيمه مع الجيش التشادي غداة بحثه عن السلاح عند القبائل التشادية المعارضة لنظام إدريس ديبي ، أكد ارتباط تنظيمه بعصابات السطوالمسلح التي تنشط في المناطق الحدودية بين موريتانيا والجزائر ومالي ، كما كشف البارا في تصريحات لمجلة جون أفريك أنتليجون الفرنسية ، علاقة الجماعة السلفية بالحركة الموريتانية المعارضة المسماة فرسان التغيير ، التي اتهمتها نواقشوط حسب ( وأ ف ) بالضلوع في الهجوم الإرهابي . ويتزامن تبنى التنظيم الإرهابي الجماعة السلفية للدعوة والقتال ، لعملية الفجر الموريتانية ، وهوالتنظيم الذي وضعته إدارة بوش في قائمة أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم عقب أحداث 11 سبتمبر رفقة الجماعة الإسلامية المسلحة الجيا ، مع قيام القوات الجزائريةوالأمريكية بتمارين عسكرية مشتركة في الصحراء الجزائرية في إطار التنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب وشبكات التهريب وتبييض الأموال والاتجار بالسلاح ، وهي التمارين التي انطلقت رسميا مطلع يونيو/ جوان الجاري وتشارك فيها جيوش ثماني دول إفريقية هي الجزائر والمغرب وتونس والسينغال ونيجيريا، بالإضافة إلى البلدان الأربعة المشاركة في مخطط الساحل وهي مالي وموريتانيا وتشاد والنيجر ، بهدف خلق قوة متحركة بين هذه الجيوش لمطاردة الجماعات المسلحة ، وعلى رأسها الجماعة السلفية التي يصنفها خبراء الأمن في الولاياتالمتحدة كأهم تنظيم إرهابي في منطقة الصحراء الكبرى ، دفعت بالسياسة الأمنية الأمريكية إلى تسخير الإمكانات اللوجيستية والتقنية للقضاء على عناصرها، ومن ثم تدريب الضباط في البلدان المعنية لمواجهتها . وكان وزير الدفاع الموريتاني بابا ولد سيدي أكد في تصريح للصحافة ، أن الهجوم على القاعدة العسكرية الموريتانية شنته الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي قتل رجالها بدم بارد عسكريين اسروا، ثم لاذوا بالفرار . واتهمت نواقشوط الجماعة السلفية للدعوة والقتال ، التي يتزعمها حاليا المدعوأبومصعب واسمه الحقيقي عبد المالك درودقال ، بعد مصرع زعيمها السابق نبيل صحراوي ( 32 سنة ) في كمين نصبته قوات الجيش الجزائري بمرتفعات جبال أكفادوبولاية بجاية 250 كلم شرق العاصمة مطلع العام 2005 ، اتهمتها ب بالتواطؤ مع جهاديي الحركة الاسلامية الموريتانية. وعمدت أواخر نيسان / أبريل الماضي إلى حملة اعتقالات واسعة في أوساط الإسلاميين الذين تتهمهم بإقامة علاقات مع تنظيمات إرهابية على رأسها تنظيم القاعدة لأسامة بن لادن وتنظيم الجماعة السلفية التي تتهمها نواقشوط بتدريب هؤلاء في معسكراتها .