قتل 15 عسكريا موريتانيا وخمسة مهاجمين في عملية جرت فجر السبت ضد قاعدة في شمال شرق موريتانيا نسبها الجيش الموريتاني في اليوم التالي الى الجماعة السلفية للدعوة والقتال. واعلنت رئاسة الاركان في بيان سلم الى الصحافيين ان 17 عسكريا جرحوا في «معارك طاحنة» جرت في هذه القاعدة العسكرية الواقعة في المغيثي على بعد حوالي 400 كيلومتر شرق الزويرات قرب الحدود الموريتانية الجزائرية المالية. وفي مؤتمر صحافي في نواكشوط، قال وزير الدفاع الموريتاني بابا ولد سيدي حصيلة الضحايا التي اعلنها الجيش قبل ذلك، موضحا ان اكثر من اثنين من جنوده فقدوا وعدة عناصر من المهاجمين جرحوا. واكد الوزير الموريتاني ان هذا الهجوم شنته الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي قتل رجالها «بدم بارد عسكريين اسروا، ثم لاذوا بالفرار». وقال الجيش ان منفذي الهجوم الذين كانوا متفوقين عدة وعددا، خسروا خمسة رجال من اصل حوالي مئة. ووضع الجيش الموريتاني في حالة تأهب قصوى وارسلت طائرة استطلاعية الى المنطقة. واكدت مصادر عسكرية مالية اتصلت بها وكالة فرانس برس في شمال شرق مالي الهجوم مؤكدة ان «اكثر من خمسين» عسكريا قتلوا. وقالت مصادر عسكرية موريتانية ان القاعدة التي تعرضت للهجوم تقع في وسط الصحراء في منطقة يكثر فيها اللصوص والمهربين، لم تكن تضم سوى خمسين رجلا. واتهمت نواكشوط الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالتواطؤ مع «جهاديي» الحركة الاسلامية الموريتانية. ويحاكم حاليا في نواكشوط حوالي خمسين اسلاميا موريتانيا متهمين باقامة علاقة مع شبكة القاعدة التي اعلنت الجماعة السلفية ولاءها لها. وكانوا اوقفوا اثر عملية مداهمة في اوساط الاسلاميين جرت اعتبارا من 25 نيسان «ابريل» الماضي. وجاء اعتقالهم اثر توقيف وتوجيه التهمة الى سبعة «جهاديين» من اصل عشرين ب «تشكيل عصابة اشرار»، وقالت الشرطة انهم «تدربوا على المعارك في مخابىء الجماعة السلفية للدعوة والقتال». وخاض هؤلاء الجهاديون في 2004 و2005 معارك ضد الجيش المالي وضد الجيش الجزائري. وفي 2003، خطفت الجماعة السلفية للدعوة والقتال 32 سائحا اوروبيا في الصحراء الجزائرية. وما زالت هذه المجموعة ناشطة بعد مقتل زعيمها نبيل صحراوي واربعة من مساعديه في نهاية حزيران «يونيو» 2004 قرب بجاية في منطقة القبائل الصغرى التي تبعد 260 كيلومترا شرق الجزائر واعتقال الرجل الثاني فيها عمار صيفي الملقب بعبد الرزاق «البارا». والرجل المطارد حاليا هو مختار بلمختار المعروف بلقب «بالاعور» العضو السابق في الجماعة السلفية للدعوة والجهاد ويقوم بعمليات تهريب في الصحراء الجزائرية والدول المجاورة. واتهمت مصادر قريبة من السلطة الموريتانية والجيش المالي الحركة الموريتانية المعارضة «فرسان التغيير» ايضا بالهجوم. وحكم على اثنين من قادة هذه الحركة عبد الرحمن ولد ميني وصالح ولد حننا في شباط «فبراير» الماضي بالسجن مدى الحياة لمشاركتهما في محاولات انقلابية في حزيران «يونيو» 2003 وآب «اغسطس» وايلول «سبتمبر» 2004 بينما تبحث نواكشوط عن اربعة اعضاء آخرين في المجموعة. ويتهم النظام الموريتاني منفذي هذه المحاولات الانقلابية بانهم يتلقون دعما من اسلاميين ومن ليبيا وبوركينا فاسو اللتين نفتا هذه الاتهامات بشدة.