أقر رؤساء الاجهزة الامنية والعسكرية الاسرائيلية ارجاء موعد تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة واربع مستوطنات شمال الضفة الغربية الى الخامس عشر من آب اغسطس، وهو التاريخ الذي حددته"مديرية تنفيذ خطة الانفصال"الاسرائيلية برئاسة يونتان باسي بعد ان اوصت بالتأجيل لاسباب دينية تتعلق بتزامن الانسحاب مع أسابيع الحداد الثلاثة اليهودية على"خراب هيكل سليمان"بحسب التقويم العبرية. تزامن ذلك مع لقاء عقد بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين أمس للبحث في وسائل التنسيق بين الطرفين في شأن عملية الانسحاب، من دون تحديد جدول اعمال تفصيلي لهذه الاجتماعات. واعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ورؤساء اركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون ورئيس جهاز المخابرات الداخلية شاباك والشرطة، اوصوا في ختام اجتماع عقد امس قبيل لقاء موفاز بوزير الشؤون المدنية محمد دحلان، بارجاء موعد الانسحاب الاسرائيلي ثلاثة اسابيع لان الديانة اليهودية تحظر انتقال اليهود الى مساكن جديدة في ايام الحداد التقليدية على"خراب الهيكل". وسترفع هذه"التوصية"الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي كان اعلن تأييده تأجيل الانسحاب"للتخفيف عن المستوطنين قدر الامكان، لكنه ارجأ اتخاذ القرار النهائي في هذا الخصوص للاستماع الى تقويمات الاجهزة العسكرية. وذكرت مصادر امنية اسرائيلية ان التأجيل سيؤثر على آليات استدعاء قوات الاحتياط في الجيش الاسرائيلي التي ستشارك في عملية الاخلاء. وذكرت تقارير صحافية اسرائيلية ان ضباطا في الجيش الاسرائيلي اعربوا عن استيائهم ازاء عملية التأجيل، غير ان رئيس اركان الجيش طالب بعدم التعاطي مع هذه المسألة في وسائل الاعلام. ويبرز التأجيل"مشكلة"اخرى على الجيش الاسرائيلي التعامل معها وهي تعارض الموعد الجديد مع موعد افتتاح العام الدراسي الجديد الذي يبدأ في الاول من ايلول سبتمبر، ما يشكل عقبة تتعلق بتوفير مدارس للمستوطنين الذين سينقلوا الى داخل"الخط الاخضر". قريع يلتقي بيريز وكان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء التقى في القدس الغربية للمرة الثانية خلال عشرة ايام النائب الاول لرئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز"للبحث في التعاون الاقتصادي ما بعد الانسحاب"حسب الناطق الرسمي باسم بيريز. وشارك في الاجتماع عن الجانب الفلسطيني ايضا رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ووزير الشؤون المدنية محمد دحلان، فيما حضره الى جانب بيريز رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي غيؤرا آيلاند ومستشار شارون السياسي دوف فايسغلاس. واشاد بيريز خلال الاجتماع بقرار السلطة الفلسطينية توحيد الاجهزة الامنية، داعيا اياها الى"تكثيف نشاطاتها الامنية لافساح المجال امام المسيرة السياسية". ورفض بيريز في تصريح في ختام الاجتماع طلبا فلسطينيا باعادة بناء وتشغيل المطار الفلسطيني الذي دمرته القوات الاسرائيلية بداية الانتفاضة، لكنه اضاف ان لا مانع لدى اسرائيل بأن يبني الفلسطينيون ميناء بحريا لهم. في المقابل، اكد عريقات الذي شارك في الاجتماع ان الجانب الفلسطيني طالب بردود اسرائيلية على اسئلة فلسطينية لجهة"كيفية جعل فك الارتباط جزءا من خريطة الطريق وليس بديلا عنها، وعن اليوم الذي يلي الانسحاب الاسرائيلي، وهل ستكون هناك سيطرة فلسطينية على المعبر مع مصر، وكيفية التواصل بين الضفة والقطاع وقضايا الميناء والمطار". واوضح عريقات في تصريحات:"لا توجد مشكلة في التنسيق. هناك لجنة وزارية لهذه المسألة يترأسها رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ... لكن لا نريد ان يكون الانسحاب من غزة بديلا عن خريطة الطريق او اولا واخيرا". وكان مقررا ان يلتقي عريقات المستشار السياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسغلاس في وقت لاحق امس، وان يلتقي دحلان منسق اللجنة الوازرية الفلسطينية في شأن الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز. وذكرت مصادر اسرائيلية ان الطرفين سيبحثان في آليات التنسيق في شأن عملية الانسحاب، وان موفاز سيثير مجددا المطالب الاسرائيلية"الامنية"، فيما سيتناول اللقاء ايضا الانسحابات الاسرائيلية من مدن الضفة الغربية التي تواصل اسرائيل ارجاء تنفيذها. الاستيطان في لقاء شارون وابرامز وويلش وكان شارون التقى المبعوثين الاميركيين وليام ابرامز وديفيد ويلش امس للبحث في"اليات تنسيق الانسحاب"من غزة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. واكدت مصادر ديبلوماسية ان المسؤولين الاميركيين بحثا"تفصيلا"قضية البناء في المستوطنات وما اذا كانت اسرائيل تنوي هدم منازل المستوطنين قبل الاخلاء او ابقاءها على ما هي. الى ذلك، نفت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"وجود خلافات في القيادة الفلسطينية في شأن الشخصيات التي ستعلن اسماءها الاحد المقبل لقيادة الاجهزة الامنية الفلسطينية التي جرى توحيدها في اطار ثلاثة اجهزة تحت سيطرة وزارة الداخلية. ورجحت مصادر فلسطينية مطلعة في تصريح ل"الحياة"احالة رئيس قوات الامن الوطني العام اللواء موسى عرفات ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء امين الهندي على التقاعد، على ان يخلفهما العميد سليمان حلس النائب الحالي لموسى عرفات وخالد ابو رجب نائب الهندي، فيما يرجح ان يتولى رئيس جهاز الامن الوقائي رشيد ابو شباك رئاسة جهاز الشرطة والامن الوقائي.