ذكرت مصادر اسرائيلية ان اللقاء الذي ارجئ مرارا بين رئيسي الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والفلسطيني احمد قريع سيعقد الثلاثاء المقبل، في الوقت الذي من المقرر ان يكون الرئيس ياسر عرفات بحث في رام الله امس خطة "فك الارتباط" مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان الذي التقى شارون امس الاول بشكل مفاجئ. وقالت صحيفة "هارتس" في عددها الصادر امس ، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قد حدد الثلاثاء المقبل، موعدا للقائه الاول مع نظيره الفلسطيني احمد قريع، والذي يتوقع ان تتركز المحادثات فيه على خطة "فك الارتباط". وقالت الصحيفة : ان جدول اللقاء سيتم وضعه الاحد المقبل، خلال اجتماع سيضم دوف فايسغلاس، مدير مكتب شارون، ونظيره الفلسطيني حسن ابو لبدة والتقى شارون وقريع عدة مرات في الماضي، ولكنهما لم يلتقيا منذ تولى الاخير رئاسة الحكومة الفلسطينية في اكتوبر 2003. ونقلت الاذاعة العامة الاسرائيلية عن مسؤول فلسطيني رفيع تأكيده ان اللقاء بين شارون وقريع سيتم الاسبوع المقبل، لكنه قال ان تاريخا محددا لم يتم الاتفاق عليه بعد. وجاء الاعلان عن اللقاء المرتقب بين الرجلين متزامنا مع الكشف عن لقاء جمع شارون ورئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان مساء الثلاثاء في القدس.، حيث قالت الإذاعتان العامة والعسكرية إن اللقاء تناول خطة الفصل التي ينوي شارون بموجبها تفكيك خصوصا 17 مستوطنة إسرائيلية في قطاع غزة. وأضافت الإذاعة العامة ان المحادثات تناولت أيضا إمكانية أن تساعد مصر على تأمين "الاستقرار في قطاع غزة" بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من هذه المنطقة. وكان نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني أعلن أن سليمان سيلتقي في الضفة الغربية الرئيس عرفات.، حيث سيحث عرفات والمسؤولين الفلسطينيين على العمل لاعادة بسط سيطرة حركة فتح على قطاع غزة في حال انسحاب اسرائيل منه. واشارت المصادر ذاتها الى ان سليمان سيحاول كذلك ايجاد صيغة للتفاهم بين عرفات ووزير الشؤون الامنية السابق ورجل غزة القوي، العقيد محمد دحلان. وتريد مصر والولايات المتحدة من اسرائيل ان تنسق عملية الانسحاب من غزة مع السلطة الفلسطينية، كما انها ترفض القيام باي دور امني كما تريد الدولة العبرية. من جهة اخرى اعلن العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في مقابلة نشرتها امس صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة "يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح". وقال العاهل الاردني ان خطة الفصل هذه مع قطاع غزة تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح قائلا " نحن ننتظر توضيحات حول هذه الخطة لكن كل مبادرة تؤدي الى تقدم في عملية السلام ايجابية"، مضيفا "لكنني اعتقد ان هذه الخطة يجب ان تتم بالتنسيق بين اسرائيل والاردن ومصر والفلسطينيين وكذلك مع اللجنة الرباعية (الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا)". واعتبر العاهل الاردني ان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة "يندرج ضمن منطق خارطة الطريق"، اخر خطة دولية لتسوية النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني. وفي سياق متصل، فقد أعلنت الخارجية الأميركية أن ثلاثة موفدين أميركيين غادروا واشنطن امس للتوجه إلى إسرائيل للبحث في خطة الفصل مع الفلسطينيين التي اقترحها شارون، وبخاصة الانسحاب من غزة. ويتألف الوفد من وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط والمسؤول الثاني بمجلس الأمن القومي ستيفن هادلي والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط بالمجلس أليوت أبرامز. وقالت مصادر اسرائيلية ان الوفد يحمل العديد من الاسئلة والاستيضاحات حول الخطة، وذلك تمهيدا للمباحثات التي سيجريها شارون مع بوش في واشنطن اواخر الشهر الجاري او مطلع الشهر المقبل. على صعيد اخر، فقد نفى رئيس فريق ترسيم مسار الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية في تصريحات نشرتها صحيفة "هارتس" امس ، وجود خطة لبناء جدار في الجزء الشرقي من الضفة بسبب رد الفعل السلبي الذي سيتركه ذلك في الساحة الدولية. وقال العقيد دان تيرزا، والذي يعد ارفع مستشار فني لشارون حول موضوع الجدار ان "اسرائيل لن تبني جدارا عازلا في الجزء الشرقي من الضفة الغربية بسبب الضرر السياسي الذي سيثيره ذلك". واضاف "قانونيا واعلاميا، بناء الجدار العازل في القطاع الشرقي، من المرجح ان يتسبب في اضرار خطيرة للدولة..ولهذا، لا ينبغي ان نستثمر اموالا فيه". وكشف تيرزا كذلك عن ان ثغرة اتساعها ما بين 2-3 كيلومترات سيتم تركها في الجدار العازل الذي يحيط بالقدسالمحتلة. ميدانيا، إعتقل الجيش الإسرائيلي، مساء امس الاول ، 11 فلسطينيًا في الضفة الغربية، اثنان منهم في قرية جديدة (جنوب جنين)، اثنان آخران في مخيم بلاطة في نابلس، اثنان آخران في مدينة نابلس، ثلاثة آخرون في بيت فوريك، آخر في قرية جلازون والآخر في قرية كبار. شارون