سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نتانياهو لا يرى جدوى من "فك الارتباط" وشارون يريد اعلاناً اميركياً لانتهاء الاحتلال . بيريز يطالب بانسحاب كامل من قطاع غزة وبعض مناطق الضفة بتنسيق مع الفلسطينيين
تضاربت تصريحات المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية بشأن خطة "فك الارتباط" الاحادية الجانب الى درجة "التخبط"، في الوقت الذي يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى "قبض" ثمن هذه الخطة سلفا من الادارة الاميركية يتمثل ب "مباركة ودعم" منها لمخططه الاوسع الرامي الى ضم الكتل الاستيطانية الكبرى الثلاث في الضفة الفلسطينية. وبدا هذا التضارب في التصريحات الرسمية جزءاً من سياسة "توزيع الادوار" التي تنتهجها حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل. قفزت المعارضة الاسرائيلية الى "قطار" خطة ارييل شارون ل "فك الارتباط" مع الفلسطينيين بما يتوافق ومطالب واشنطن. وأعلن زعيم حزب العمل الاسرائيلي المعارض شمعون بيريز في تصريحات صحافية ان موقف حزبه من خطة الانسحاب الاحادي الجانب يقضي بأن تتضمن هذه الخطة انسحابا من مناطق في الضفة الغربية بالاضافة الى انسحاب كامل من قطاع غزة. وأوضح بيريز ان هذه الخطة يجب ان تنفذ بالتنسيق مع الفلسطينيين والاميركيين والمصريين، مضيفاً ان التنسيق مع الجانب الفلسطيني "ممكن ويحتمه الواقع". يأتي ذلك في الوقت الذي ابرزت تصريحات وزراء في حكومة شارون الخلافات الداخلية الاسرائيلية اما بشان الخطة برمتها او حول تفاصيلها التي لا تزال واشنطن تسعى الى معرفتها قبل اتخاذ موقف ازاءها، وهو موقف يحاول شارون حض الجانب الاميركي على تحديده لفتح الطريق امام توجيه دعوة اليه لزيارة البيت الابيض، وهي دعوة لم يتلقها حتى الآن. وأبدى وزير المالية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يحظى بارتفاع ملحوظ في شعبيته في اوساط الاسرائيليين خلافا لشارون، معارضته لخطة "فك الارتباط"، واصفاً اياها ب"المعقدة والاشكالية" وصعبة التطبيق. ونقل عن نتانياهو قوله لوفد "الترويكا" الاميركي الذي يزور المنطقة انه "يجب العمل في الخطة على اساس المبدأ الذي يحظر مكافأة الارهاب"، مشيراً في انتقاد هو الاشد حتى الان لخطة شارون انه "لا يرى الفوائد الامنية التي ستجنيها اسرائيل من تنفيذها". وكان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز أكد، في المقابل، بعد سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في الادارة الاميركية ان حكومة شارون "تؤيد اخلاء مستوطنات بشكل محدود في الضفة الغربية"، مضيفا انه "بعد اتمام بناء الجدار، من الممكن التفكير في اتخاذ خطوات اخرى". واعرب موفاز عن اعتقاده بأن الادارة الاميركية "ستؤيد في نهاية المطاف خطة" شارون التي قال انها تفتح المجال امام استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في وقت لاحق، وترك الباب مفتوحا امام استمرار الحوار مع الفلسطينيين حسب "خريطة الطريق". وفي غضون ذلك، يلتقي مدير مكتب شارون دوف فايسغلاس ونظيره الفلسطيني حسن ابو لبدة ووزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات اليوم الاحد تحضيرا لاجتماع شارون- قريع الثلثاء المقبل. وسيعقد اللقاء، إذا ما عقد فعلاً حسب ما هو مقرر، غداة الخطاب الذي سيلقيه شارون في الكنيست البرلمان الاسرائيلي الاثنين للاعلان عن تفاصيل خطته امام اعضاء الكنيست بناء على طلب تقدم به 44 منهم في ظل سياسة "الغموض" التي انتهجها شارون بهذا الخصوص منذ عدة اشهر املا في تلمس الرد الاميركي على هذه الخطة التي يرى الاسرائيليون ان الموافقة الاميركية عليها ستساعده على تخفيف الضغوط التي يتعرض اليها من جانب اليمين الاسرائيلي المتطرف. وما زال شارون ينتظر دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش له الى البيت الابيض. واشارت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان ادارة بوش قد "تعيد النظر" في موقفها القاضي بتأجيل تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية اذا توفرت العوامل "المشجعة والايجابية" باتجاه التوصل الى اتفاق مع شارون على اخلاء عدد من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية بالتزامن مع اخلاء "كامل المستوطنات من قطاع غزة" لاستخدامها في حملته الانتخابية ك"انجاز" لإدارته في الشرق الاوسط الذي غيبته حملته الانتخابية حتى الآن. وفي المقابل، يسعى شارون الى الحصول على "اعلان" اميركي ل"انتهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ في العام 1967 في قطاع غزة" على غرار ما حدث في اعقاب انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من جنوبلبنان. ويرى المحللون الاسرائيليون ان من شأن مثل هذا الاعلان ان يساعد اسرائيل في اتخاذ اجراءات ضد الفلسطينيين والسلطة تحديداً اذا ما انطلقت عمليات عسكرية من القطاع بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منه.