رأى نائب وزيرة الخارجية الأميركية روبرت زوليك بنفسه أول من أمس حصيلة سنتين من القتال في دارفور - 80 الف مشرّد في مخيم واحد للاجئين - ووضع أولويات لطريقة التعامل مع أزمات السودان. وقال نائب الوزيرة كوندوليزا رايس:"الحاجة على المدى الأقرب هي ان نوفّر لهؤلاء الناس الغذاء والماء والمؤن الأساسية. ويجب ايضاً ان نوفّر لهم الأمن". وتابع زوليك ان الخطوة النهائية يجب ان تتمثل ب"ايجاد حل سياسي لكل النزاع والسماح للناس بأن يعودوا لكي يكون في استطاعتهم العودة الى حياتهم التقليدية في قراهم". وتفقد زوليك الجمعة، في ختام زيارة للسودان دامت يومين، مخيم أبو شوك في منطقة دارفور ليرى بنفسه حصيلة سنتين من الأزمة التي اندلعت عام 2003. وتقول الأممالمتحدة ان نحو 180 الف شخص قُتلوا ومليونين شردوا بالقوة من منازلهم في دارفور في أسوأ ازمة انسانية في العالم حالياً. وفي واشنطن صعّد زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ بيل فريست الضغط بحضه الأممالمتحدة على اعتبار عمليات القتل التي حصلت في دارفور ابادة. وكان وزير الخارجية السابق كولن باول وصف العام الماضي ما يجري بأنه ابادة، لكن مسؤولين أميركيين تحاشوا استخدام هذا التعبير، بما في ذلك زوليك خلال زيارته للسودان. وقال فريست الجمعة في مجلس الشيوخ:"لن توقف حكومة الخرطوم هذا القتل حتى تواجه ضغطاً عالمياً شديداً". وأضاف:"في كل يوم يفشل العالم في التحرك فإن الخرطوم تقترب أكثر من هدفها وهو الابادة، وفي كل يوم يفشل العالم في التحرك فإنه يضاعف من عاره". وطلب زوليك خلال محادثاته في الخرطوم ان تسهّل الحكومة السودانية منح التأشيرات لموظفي الاغاثة الاجانب الذين يحاولون ايصال الغذاء الى مخيمات اللاجئين في دارفور قبل بدء موسوم الزراعة. وضغط أيضاً على الاتحاد الأوروبي لمضاعفة عديد قواته في دارفور، وطالب قادة الحكومة والمتمردين بوقف الهجمات على القرى وقوافل نقل الاغاثة. والتقى زوليك الجمعة في رومبك في جنوب السودان مع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق الذي طلب 30 مليون دولار لبدء عملية اعادة اعمار الجنوب، وتحديداً تعبيد طرق وبناء مدارس ومراكز اتصالات وتحديث القوات العسكرية في الجنوب. وتعهدت الولاياتالمتحدة في مؤتمر للمانحين الأسبوع الماضي في أوسلو بتقديم 1.7 بليون دولار لمساعدة السودان في اعادة بناء قدراته بعد توقيع اتفاق السلام بين الحكومة المركزية والمتمردين السابقين في جنوب البلاد في كانون الثاني يناير الماضي.