ربما يعد البرنامج أو المسلسل التلفزيوني الذي يقدم"محظوراً"اجتماعياً، عادةً، محظوراً رسمياً - على مستوى الخليج. فالمجتمع يضغط على الدوائر الرسمية الحكومية لإيقاف برنامج ما، والأمثلة كثيرة وعلى رأسها برنامج"الأخ الأكبر". في حين يندر أن يعد المحظور الرسمي محظوراً اجتماعياً، بل على العكس، يتحول انتقاد الدوائر الحكومية في الدراما والبرامج والإعلام في شكل عام ظاهرة تجذب مشاهدين من المجتمع في مختلف أطيافه. ويمكن اعتبار"طاش ما طاش"من أبرز البرامج والمسلسلات السعودية والخليجية التي تحاكي المحظور"الحكومي"والاجتماعي في آن. فمن انتقاد المؤسسات الحكومية وعلى رأسها"مجلس الشورى"السعودي في حلقة"طاشستان"التي عرضت في محطة mbc هذا العام، إلى انتقاد بعض الظواهر الاجتماعية، خصوصاً التي ربطت بالدين كما في حلقة"سلطة الجماهير"وپ"وشو من لحية"وپ"سووايق نواعم"اللاتي عرضت هذا العام أيضاً. وما يجمع حلقتي"طاشستان"وپ"سلطة الجماهير"تحديداً، - وهذا ينطبق على 10 حلقات أخرى - أنهما أُنتجتا قبل إنتاج"طاش 13"الذي يعرض هذا العام، وحُجبتا عن العرض في التلفزيون السعودي - الرسمي - سابقاً، بسبب الحظر"الرسمي"وپ"الاجتماعي"، لتنفرد بعرضها هذا العام قناة mbc، التي اشترت حقوق عرض البرنامج وبيعه من الشركة المنتجة -"الهدف"، للمرة الأولى. وكانت mbc عنونت تلك الحلقات المحجوبة سابقاً بپپ"طاش 13 ونص"، كي يفرق المشاهد بين إنتاج هذا العام والأعوام الماضية. وعلى رغم أن حلقات أخرى"محظورة"- اجتماعياً ورسمياً - أنتجتها"الهدف"، لم تُعرض حتى على شاشة mbc هذا العام، فإنه ربما يُعد عرض حلقات محظورة سابقاً وحالياً على قناة أخرى غير التلفزيون السعودي، ضوءاً أخضر لشركات إنتاج سعودية أخرى غير"الهدف"، بعيداً من رقابة نسبية تختلف من فرد الى آخر، تبقى مفروضة حتى لو لم يكن في المسلسل محظور"رسمي". فهل تنتقل حمّى الإنتاج لقنوات خاصة إلى شركات سعودية غير"الهدف"، بغياب الرقابة نسبياً، خصوصاً أن المشاهد السعودي مستهدف من الشركات المعلنة - أول اهتمامات الفضائيات، لنجد قضايا السعوديين"المدفونة"ومواطنيهم الممثلين وكُتابهم في محطات مختلفة وبلمسات متنوعة؟ ربما كان"طاش 13 ونص"أضاء الأخضر ليبدأ كثر في الاستعداد.