شن متطوعون من أبناء قضاء الفلوجة على مدى اليومين الماضيين سلسلة هجمات على عناصر تنظيم داعش، ومنعوهم من استخدام الأهالي دروعا بشرية. وقال رئيس مجلس إسناد الفلوجة عبدالرحمن النمراوي ل"الوطن": تزامنا مع انطلاق عملية تحرير الأنبار من سيطرة داعش نفذ متطوعون داخل القضاء سلسلة هجمات ضد عناصر التنظيم الإرهابي، واستطاعوا قتل عشرات الإرهابيين معظمهم يحملون جنسيات أجنبية، كانوا يقيمون في المدينة منذ أكثر من عام. وبين النمراوي أن المتطوعين يعملون بالتنسيق مع القوات الأمنية ويوفرون المعلومات عن تجمعات الإرهابيين لقصفهم بضربات جوية. وأضاف أن جثث عشرات الدواعش انتشرت في شوارع القضاء ويجري العمل حاليا على إزالة الألغام والعبوات المزروعة في الطرق لتوفير ممرات لخروج المدنيين من الفلوجة باتجاه الخالدية لمنع التنظيم من استخدامهم دروعا بشرية وسيتم فتح معابر أخرى من منطقتي الفلاحات والستر. من جانبها، اتخذت الحكومة المحلية في الأنبار الإجراءات الخاصة بإيواء وإغاثة النازحين، وقال معاون المحافظ للشؤون الإدارية فهد مشعان ل"الوطن": أوعز محافظ الأنبار بتشكيل خلية أزمة على وجه السرعة من أجل إيواء وإغاثة الأسر النازحة من ناحية الصقلاوية وقضاء الفلوجة والمناطق المحيطة به، واستكملت الاستعدادات لاستقبال النازحين في مخيمات ناحية العامرية وقضاء الخالدية والمدينة السياسية وجسر بزيبز. وواصلت القوات الأمنية عملياتها العسكرية في الأنبار لليوم الثاني على التوالي. وقال شيخ عشيرة البوفهد التي تقاتل داعش في المناطق الشرقية من الرمادي رافع الفهداوي ل"الوطن": هناك تقدما تحرزه القوات المشتركة في المحاور الغربية والشمالية من الرمادي وعبر الكرمة والصقلاوية المحيطة بالفلوجة فيما تستمر الاشتباكات ضد الدواعش في منطقتي السجارية وجويبة شرقي الرمادي. مؤكدا سيطرة القوات الأمنية على معظم الطريق بين قضاءي الرمادي والخالدية وتدور معارك عنيفة في مناطق الشهابي قرب الفلوجة، وتعرض مركزها لقصف مدفعي استمر حتى فجر أمس، فضلا عن اشتباكات أخرى في مناطق الحلابسة والبوالعلي الجاسم في الرمادي. وأشار الفهداوي إلى أن القوات الأمنية فرضت سيطرتها بالكامل على منطقة المعامل في الفلوجة، وجسر البوعرب، وهناك تقدم متواصل باتجاه منطقة السجر، ورافق التقدم هروب الكثير من عناصر تنظيم داعش. وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق أمس أن عصابات داعش الإرهابية اتخذت إجراءات خاصة في الفلوجة الهدف منها الإبادة الجماعية الممنهجة للمدنيين الذين يخالفون تعليماتها وقامت بتفخيخ كل الجوامع والمآذن والدور السكنية والطرق المؤدية إلى الفلوجة، وكذلك المؤسسات الرسمية بقصد الإبادة الممنهجة، مشيرة إلى أن عصابات داعش ومنذ مدة تزيد على ثلاثة أشهر اتخذت المدنيين دروعا بشرية من خلال منع خروجهم من قضاء الفلوجة ومصادرة ممتلكات كل شخص لا ينفذ تعليماتها. وأعلنت قيادة عمليات الأنبار أمس مقتل مسؤول مجلس شيوخ العشائر في داعش الإرهابي محمد سالم الحلبوسي، فضلا عن العشرات من عناصر التنظيم في العملية الأمنية لتطهير الكرمة شرقي الفلوجة.