علمت"الحياة"ان الحكومة السودانية توصلت بعد مفاوضات سرية برعاية الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الى اتفاق مع أحد فصائل متمردي شرق السودان، فيما أعلن"مؤتمر البجا"انسحاب"جبهة الشرق"من الوساطة الليبية متهماً طرابلس بتفتيت هذه الجبهة المتمردة. وأفيد ان مفاوضات جرت في سرية تامة في العاصمة الليبية بين وفد من الحكومة السودانية رأسه أمين العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني، وتنظيم"الأسود الحرة"برئاسة مبروك مبارك سليم رئيس التنظيم - الأمين العام لجبهة شرق السودان. كذلك حضر المفاوضات وفدا قبيلة الرشايدة في السودان برئاسة ناظر عموم القبيلة هناك أحمد حميد البركي وقبيلة الرشايدة البراعصة في ليبيا، وكان وفدا القبيلتين شاركا في هذه المفاوضات بصفة مراقب. وعلم ان الطرفين اتفقا في حضور القذافي على ارجاع ممتلكات مصادرة تخص الرشايدة، فيما أشارت مصادر أخرى الى اتفاق على وقف الحرب في الشرق، مما أثار حفيظة"البجا"، أكبر فصائل جبهة شرق السودان. وأعلنت الجبهة في بيان انسحابها من الوساطة الليبية احتجاجاً على رعاية طرابلس الاتفاق بين"الأسود الحرة"و"المؤتمر الوطني"الحاكم في السودان. وقالت جبهة الشرق إنها"فوجئت بموقف الوسيط الليبي"بين الحكومة السودانية وزعيم"الأسود الحرة"وهو أيضاً الأمين العام لجبهة الشرق مبروك مبارك، معتبرة"ان طرابلس تخلت عن التزاماتها من خلال مفاوضات جزئية"، مشيرة الى ان الاتفاق كان ينص على"تفاوض بين حكومة الوحدة الوطنية وجبهة الشرق بوساطة ليبية - اريترية وبحضور دولي واقليمي". وأعرب المتمردون انهم في حِلّ من أي التزام مع الوسيط الليبي"الذي كشف عدم صدقيته". إلا ان فصيل"الأسود الحرة"نفى التوصل الى أي اتفاف سياسي مع الخرطوم، مؤكداً"ان الاتفاق كان حول رد المظالم فقط"و"ان قضية السلطة والثروة لم تناقشا". وأشار الى"ان كل القضايا ستناقش في مفاوضات"17 كانون الثاني يناير المقبل برعاية القذافي. ودافع فصيل المتمردين عن الزعيم الليبي ورفض وصفه بأنه"يعمل على تفتيت جبهة الشرق".