أعلن قاضي التحقيق الفرنسي المكلف شؤون الإرهاب جان لوي بروغيير أمس، أن شبكة"القاعدة"تحضر اعتداء ضد مركز مالي كبير في الشرق الأقصى الآسيوي أو في استراليا، لضرب ثقة المستثمرين في المنطقة. وقال القاضي الفرنسي في مقابلة نشرتها صحيفة"فايننشال تايمز":"لدينا عناصر معلومات تدفع على الاعتقاد بأن دولاً في المنطقة وخصوصاً اليابان يمكن أن تكون هدفاً"لشبكة"القاعدة"، مشيراً إلى طوكيووسنغافورة وسيدني كأهداف محتملة. وأضاف:"أي هجوم ضد سوق مالية مثل اليابان سيكون له تلقائياً أثر اقتصادي كبير على ثقة المستثمرين. وهناك دول أخرى في المنطقة مثل سنغافورةواستراليا تعتبر أهدافاً محتملة". واعتبر أنه على رغم هذا التهديد"يتم إهمال الى حد ما، قدرة أو رغبة شبكة القاعدة على زعزعة استقرار المنطقة". وذكرت الصحيفة أن القاضي الفرنسي كان حذر من تهديدات إرهابية إسلامية منذ وقوع سلسلة اعتداءات بالقنابل في باريس في منتصف الثمانينات. وخلال السنوات العشرين الماضية، أشرف على اعتقال أكثر من خمسمئة مشتبه به في قضايا إرهاب، على رأس فريق من القضاة المتخصصين يعملون مع شركة مكافحة الارهاب واجهزة الاستخبارات. ردّ ياباني وسارعت طوكيو إلى الردّ على تحذيرات بروغيير، وأعربت عن تصميمها على منع وقوع اعتداءات على أراضيها. وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية هيرويوكي هوسودا إن"الحكومة اليابانية تتعاون دولياً في مكافحة الإرهاب. إننا نبذل جهوداً لتجنب وقوع مثل هذه الأمور". وكان تنظيم"القاعدة"هدد اليابان حليفة واشنطن التي تنشر كتيبة قوامها 600 جندي في جنوبالعراق منذ كانون الثاني يناير 2004. ويؤوي الأرخبيل أيضاً قواعد عسكرية أميركية عدة. وتشهد اليابان حملة للانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 11 أيلول سبتمبر المقبل. وقال المسؤول في وزارة النقل نورياكي اينو انه"منذ اعتداءات لندن، طلبنا من شركات سكك الحديد تعزيز دوريات المراقبة في المحطات وزيادة عدد الكاميرات وتوجيه بانتظام نداءات إلى التيقظ". وأضاف:"سندرس إمكانات اتخاذ تدابير إضافية". إلا أن خبراء يعتبرون أن تنظيم"القاعدة"سيواجه صعوبة في التخطيط لهجوم في اليابان وتنفيذه لأن المدن اليابانية تجمع أجناساً مختلفة اقل من باريسولندن. وكان بروغيير حذّر من خطر قيام إرهابيين باستخدام طائرات مخطوفة قبل فترة طويلة من وقوع اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة، مستنداً خصوصاً إلى فشل محاولة متطرفين جزائريين توجيه طائرة تابعة لشركة"اير فرانس"لضرب برج إيفل عام 1994 في باريس. وأكد انه كانت توجد مؤشرات على أن بريطانيا ستكون هدفاً قبل وقوع اعتداءات 7 تموز يوليو الماضي في لندن، بينها استهداف القنصلية البريطانية في اسطنبول وفرع مصرف بريطاني بتفجيرات في تشرين الثاني نوفمبر 2003 في اليوم عينه الذي كان يقوم الرئيس الأميركي جورج بوش بزيارة رسمية إلى لندن. وتزامنت اعتداءات 7 تموز الماضي، مع اليوم الأول لقمة مجموعة الثماني الصناعية في غلين ايغلز في اسكوتلندا. وأضاف بروغيير إن"الدلالة الرمزية هي عنصر أساسي نهمله في استراتيجية الإرهابيين"مشيراً إلى انه بالنسبة إليهم"الأمر لا يتعلق فقط بعدد الضحايا وإنما أيضاً بحجم الحدث في الإطارين السياسي والإعلامي".