اعتبر القاضي الفرنسي المتخصص في قضايا الارهاب جان لوي بروغيير ان العراق بات "ثقباً أسود" يجذب "الاسلاميين المتطرفين الناشطين في المنطقة"، ونفى في الوقت نفسه وجود "شبكة منظمة" من المجاهدين القادمين من اوروبا "كما كانت الحال في افغانستان". واوضح ان المقاتلين الاجانب يأتون بصورة رئيسية من المنطقة. وقال القاضي: "من الاكيد ان ثمة افراداً ... يقصدون العراق معتبرين انه ارض جديدة للجهاد"، مستخدما تشبيه "الثقب الاسود" لوصف قوة الجذب التي يمثلها هذا البلد للمجاهدين. أما في ما يتعلق بأوروبا، فقال بروغيير: "هناك اليوم شكوك لكن ليس لدينا دليل يثبت وجود شبكات عراقية"، موضحاً ان ما يقصده بالشبكات "اشخاصاً يعبرون طرقاً ومسالك منظمة نسبياً للوصول الى العراق". واضاف: "ان يكون هناك بعض الاشخاص أو الافراد الذين يعبرون من اوروبا الى العراق أو ان يكون هناك بعض الادلة، هذا ممكن"، لكنه شدد على ان ليست هناك "ادلة موثوقة تدل على وجود شبكات منظمة في اوروبا"، لكن "اذا استمر الوضع في العراق على ما هو عليه فقد نخشى تشكيل شبكات". وأكد القاضي ان الوصول الى العراق بالنسبة الى الاوروبيين اصعب مما كان عليه الامر في افغانستان سابقاً او الشيشان حالياً "انه اكثر تعقيداً. والنظام يخضع الى مزيد من المراقبة". وقال: "لم تكن لباكستان دوافع سياسية تمنع الناس من الوصول الى كراتشي إو اسلام آباد، وبعد ذلك كانوا يتوجهون الى داخل الأراضي" الباكستانية حتى الحدود الافغانية. وتأتي هذه التصريحات بعد توقيف خمسة اسلاميين متطرفين في احدى ضواحي باريس في الخامس عشر من حزيران يونيو الماضي، تلقى احدهم على هاتفه النقال رسالة من العراق كتب فيها "وصلت المجموعة بخير وسأتصل بك اذا احتجت الى مساعدة". غير ان قضاة مكافحة التجسس لم يستجوبوهم بشأن وقائع ارهابية، معتبرين انه ليس لديهم عناصر كافية. وعلق القاضي بروغيير على الاساليب الارهابية، فاعتبر ان الشبكات "تطور استراتيجيتها" حيث باتت تركز على اصابة "اهداف اقتصادية" و"التأثير على برامج سياسية"، مذكراً خصوصاً باعتداءات 11 آذار مارس في مدريد. واضاف في هذا الصدد "نخشى ان تشكل الانتخابات الاميركية فترة مخاطر". وشدد على وجوب الابقاء على اجراءات امنية صارمة في آسيا حيث حذر من تحول بعض المراكز الاقتصادية البارزة مثل سنغافورة وكذلك اليابان الى "اهداف" لعمليات ارهابية. وأوضح القاضي رداً على سؤال عن المخاطر الارهابية خلال الالعاب الاولمبية التي ستجري بين 13 و29 آب اغسطس في اثينا، انه "في الظروف الحالية، تبقى اي مدينة كبيرة ... وجهة مهمة للشبكات التي تهدف الى بث رسالة الرعب بأسرع وبأقوى طريقة ممكنة". لكنه اضاف: "قد تكون هناك استراتيجية مضادة"، تقضي بأن ينتهز الارهابيون تركيز الاهتمام الدولي على هذا الحدث لمهاجمة منطقة تراجعت فيها الاجراءات الامنية. ورأى بروغيير ان "تنظيم القاعدة" يعتمد على صعيد الوجود الميداني استراتيجية مزدوجة، عبر الانتشار في "مناطق المواجهات او اراضي الجهاد" مثل العراق، وكذلك ايضاً في "مناطق تصعب السيطرة عليها بسبب وضعها الجغرافي او لان هيئات الدولة ضعيفة فيها". وذكر مثالاً على ذلك افريقيا الساحلية حيث يزداد نفوذ الجماعة السلفية للدعوة والقتال جزائرية المرتبطة ب"القاعدة".