قرار مجلس النواب الأميركي المعروف ب"مشروع سانسين برينير"عاصفة كبيرة في الحياة السياسية المكسيكية، وموجة استنكار عارمة طاولت كل الأحزاب وأخذت تنتقل بسرعة إلى دول أميركا اللاتينية كلها. وينص هذا القرار الذي يحمل اسم"قانون حماية الحدود ومحاربة الإرهاب ومراقبة الهجرة غير الشرعية"والذي أقره مجلس النواب الأميركي في 16 الجاري على إقامة جدار يمتد على مسافة 1130 كيلومتراً من الكيلومترات ال3200 التي تشكل الحدود بين المكسيكوالولاياتالمتحدة، ويعبر المناطق المحاذية لولايات كاليفورنيا وأريزونا ونيو مكسيكو وتكساس. كما ينص أيضاً على مضاعفة العقوبات وتجريم أرباب العمل والمهاجرين المتواجدين في الولاياتالمتحدة بصفة غير شرعية. ويتطلب مشروع القرار موافقة مجلس الشيوخ عليه ثم تصديقه من الرئيس جورج بوش لوضعه قيد التنفيذ. ويعيش في الولاياتالمتحدة نحو عشرة ملايين مكسيكي لا يملك نصفهم إقامات شرعية. وهم يمثلون نصف عدد المهاجرين غير الشرعيين فيها. ويحاول نصف مليون مكسيكي اجتياز الحدود كل سنة، وتجاوز عدد القتلى ال400 هذه السنة، وهو رقم قياسي. وتقدر التحويلات السنوية لهؤلاء المهاجرين إلى المكسيك بعشرين بليون دولار، ما يجعلها ثاني مورد مالي للبلاد بعد النفط. ويرى خبراء ان خفض"التسرب"عبر الحدود يوجب وضع خطة متكاملة تقوم أساساً على الاستثمار في الولاياتالمكسيكية المصدرة لليد العاملة، بدلاً من حصر الاهتمام في التدابير القمعية وتجريم المهاجرين. وأجبر مشروع القرار الرئيس المكسيكي فوكس على تصعيد الموقف مع الولاياتالمتحدة، ووصفه ب"جدار العار"، علماً ان اعلانه"خيبته"من القرار في مرحلة اولى اثار سخط الأحزاب والنقابات والكنائس كلها في المكسيك. ووصف وزير الخارجية المكسيكي قرار مجلس النواب الاميركي ب"الأعرج والأحمق"ووعد بالتصدي له أمام المحافل الدولية". اما الأحزاب الثلاثة الكبيرة في المكسيك فاتفقت على تكثيف الاتصالات مع بقية البرلمانات الأميركية اللاتينية لممارسة ضغوط تمنع إقراره في مجلس الشيوخ الاميركي، علماً ان غواتيمالا حليفة الولاياتالمتحدة اعترضت عليه. وفي وقت رأى مندوب تشيلي في الأممالمتحدة أن القرار"قصير البصر وسيؤدي إلى تدهور العلاقات ليس فقط بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك، بل بينها وبين دول أميركا اللاتينية كلها"، طالب الزعيم الكوبي فيديل كاسترو أوروبا ب"الكف عن الحديث عن جدار برلين الذي زال". على صعيد آخر أ ب، اعتقلت السلطات الاميركية 4 اشخاص بينهم شقيقان للاشتباه بتورطهم في سرقة 180 كيلوغراماً من المتفجرات من مخزن جنوب غربي البوكيرك اكبر مدن نيو مكسيكو. لكن المحققين اعلنوا عدم وجود دلائل عن صلة المعتقلين بالارهاب، على رغم ان كمية المتفجرات تكفي لنسف مبنى ضخم.