كما كان متوقعاً، لم تؤد المشاورات التي أجريت بين زعيمة الاتحاد المسيحي آنغيلا مركل وحليفها البافاري ادموند شتويبر مع رئيسي حزب الخضر راينهارد بوتيكوفر وكلاوديا روت امس، الى أي تفاهم بين الطرفين. ولم يتم ايضاً الاتفاق على متابعة الاتصالات في المرحلة المقبلة، بانتظار ما ستتمخض عنه المشاورات التي ستجرى الاسبوع المقبل للمرة الثانية بين الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي. ومع ذلك، ظهر تمايز واضح بين كلام مركل التي لم تشأ اغلاق الباب امام مشاورات لاحقة مع الخضر وكلام شتويبر الذي سعى لاستبعاد أي امكان للالتقاء مجدداً. وفي وقت ذكر بوتيكوفر ان الاجتماع مع المسيحيين الذي دام ساعة ونصف الساعة"كان صحيحاً على رغم الفروقات الكبيرة في برنامجي الطرفين"، اعتبرت روت ان الاجتماع"كان تاريخياً لأنه ساهم في انهاء المحرمات وأسقط صورة الشياطين عن الخضر من جانب البافاريين". وشدد كل من بوتيكوفر وروت على ان حزبهما لا يمكن ان يساعد الاتحاد المسيحي على تشكيل حكومة تنفذ السياسة النيوليبرالية التي تضمنها برنامجه وبرنامج الحزب الليبرالي، اضافة الى ان المسؤولية"تعني ايضاً قيادة معارضة بناءة وقوية داخل البرلمان". ودعيا المسيحيين الى الاقرار بأن نتائج الانتخابات"لم تجلب غالبية للاصلاحات الراديكالية والمعادية للبيئة". وذكرت مركل ان الاجتماع"كان صادقاً ومنفتحاً، والباب بيننا لم يغلق الى الابد، لكن الخلافات كانت كبيرة جداً جداً كما كنا نتوقع". الى ذلك، جدد قادة الحزب الاشتراكي الديموقراطي امس تمسكهم بالمستشار غيرهارد شرودر على رأس أي حكومة مقبلة. وفيما أكد نائب رئيس الكتلة النيابية للحزب لودفيغ شتيغلر، ان"شرودر والحزب في صف واحد متين"، شدد زميله ميكائيل موللر، وهو ممثل جناح اليسار في الحزب ايضاً، على ان كامل الحزب يدعم بقاء المستشار في الحكم. وأضاف ان"في حال الاتفاق مع المسيحيين على برنامج الحكومة المقبلة، سيظهر عندها من هو المؤهل بصورة افضل ليصبح مستشاراً". وعلى رغم ان القيادة المسيحية تضغط لمنع صدور انتقادات ضد النهج الذي اتبعته في الانتخابات وأدى الى خسارتها فوزاً كان مؤكداً، حذر رئيس الجناح العمالي المسيحي راينر بنش الاتحاد من اتباع سياسة نيوليبرالية. وأعلن أنه سيقدم في اجتماع قيادة الجناح العمالي المقبل"تحليلاً نقدياً للحملة الانتخابية". وانتخب حزب اليسار الجديد امس اوسكار لافونتين وغريغور غيزي كرئيسين للكتلة النيابية للحزب الذي فاز ب 54 نائباً في البرلمان الجديد وحل في المرتبة الرابعة بين الاحزاب الخمسة الممثلة فيه، أي قبل حزب الخضر. ودعا رئيس الحزب لوتار بيسكي مجموعتي"حزب الاشتراكية الديموقراطية"و"حركة العمل والعدالة الاجتماعية"اللتين عقدتا تحالفاً حزبياً قبل الانتخابات تحت اسم"حزب اليسار"، الى انهاء عملية الدمج والتوحد في اسرع وقت ممكن. وقال ان الحزب سيختار صف المعارضة في البرلمان ولن يقدم الدعم الى حزب المستشار شرودر لتشكيل حكومة جديدة، الا اذا غير نهجه المعادي للعمال والفئات الشعبية. ونفى رئيس حركة العمل والعدالة الاجتماعية كلاوس إرنست إشاعة ان عدداً من نواب الحركة سيلتحقون بالحزب الاشتراكي الديموقراطي لتأمين غالبية نيابية له قائلاً ان هذا الكلام"مختلق". وأظهر استطلاع بثته القناة التلفزيونية الثانية"زي دي اف"نهاية الاسبوع ان 45 في المئة من الناخبين يؤيدون قيام حكومة"تحالف كبير"فيما يرفضها 43 في المئة. كما دل على ان 80 في المئة من الناخبين أظهروا عدم ارتياح الى نتائج الانتخابات التي لم تحسم بوضوح من سيحكم، لكن 87 في المئة تشبثوا بتصويتهم معتبرينه صحيحاً.