ستدخل آنغيلا مركل رئيسة الحزب الديموقراطي المسيحي قريباً جداً التاريخ الالماني من بابه الواسع، كأول امرأة المانية تصل الى منصب المستشار الرفيع من جهة، وأول شخصية شرقية تتجاوز كل الطاقم السياسي الغربي من جهة اخرى. وتكون هذه المرأة الخجولة، ولكن المكافحة بصمت، انتقلت من ناطقة صحافية باسم تجمع شرقي معارض عام 1989، الى منصب رئيس حكومة اكبر بلد اوروبي بعد 15 سنة من الوحدة الالمانية. لكن معركة مركل لم تنته بعد حتى بعد تنازل المستشار الحالي غيرهارد شرودر وحزبه الاشتراكي الديموقراطي رسمياً امس، عن تمسكهما بالمستشارية لمصلحة مركل، خصوصاً وانهما تمكنا من تدفيع المستشارة المقبلة والاتحاد المسيحي ثمناً باهظاً تمثل في حصول الحزب الاشتراكي الديموقراطي على ثماني حقائب وزارية في مقابل ست حقائب للمسيحيين، وهو أمر"بلعه"البعض منهم بصعوبة. وفي مؤتمر مركل الصحافي الذي بدت فيه تعبة وغير مركزة وخالية من مشاعر الانتصار امس، شددت بعد اجتماع لقيادة حزبها على ضرورة مواصلة نهج الاصلاح في البلاد للتغلب على المصاعب القائمة، قائلة:"لا يوجد أي بديل معقول عن الحكومة الائتلافية وعن نهج الاصلاحات لالمانيا". ورداً على اسئلة الصحافيين عن مشاعرها الشخصية بعد اختيارها أول مستشارة للبلاد، اكتفت بالقول:"شعوري جيد، لكن هناك عمل كثير أمامنا". وأضافت ان المفاوضات مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي ستبدأ اليوم الثلثاء وتستمر حتى 12 الشهر المقبل، مشيرة الى انها"ستثبت ما اذا كان الطرفان قادرين على تشكيل حكومة مشتركة". واعتبرت ان توزيع الحقائب لمصلحة الاشتراكيين"عادل"في اطار التسوية التي قضت بتنحي شرودر والتخلي عن رئاسة البرلمان، ملاحظة ان عدد المقاعد الوزارية سيكون مناصفة. ورفضت مركل ذكر اسماء الوزراء المرشحين من جانب حزبها، لافتة الى ان الوقت لم يحن بعد. من جانبه، فاجأ رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي فرانتس مونتيفيرينغ في مؤتمره الصحافي الجميع بالقول ان"المستقبل السياسي للمستشار شرودر لا يزال مفتوحاً وان قراراً ما في هذا الصدد لم يتخذ اليوم امس على مستوى قيادة الحزب". وكشف ان شرودر وافق على المشاركة في مفاوضات التحالف التي ستجرى مع الاتحاد المسيحي على مدى الشهر المقبل"بهدف دعم حزبه وخدمة بلده". وذكر ايضاً ان قسماً كبيراً من اعضاء قيادة الحزب"اظهر تعاطفاً قوياً مع شرودر بعدما اقترحه البعض لتسلم حقيبة وزارية". وكان الزعيم المسيحي شتويبر أعلن امس، ان شرودر قرر ترك الساحة السياسية. ورفض مونتيفيرينغ ايضاً ذكر اسماء الوزراء المقترحين من حزبه، خصوصاً منصب نائب المستشارة ووزير الخارجية، لكنه لم يستبعد ان يشارك شخصياً في الحكومة المقبلة. وتابع ان مؤتمر الحزب الذي سيعقد في 14 الشهر المقبل سيحسم مسألة الموافقة على التحالف مع المسيحيين ومشاركته الشخصية في الحكومة. الى ذلك، انتقد حزب الخضر الذي اصبح الآن في المعارضة،"البداية السيئة"للاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي في مفاوضات التحالف الكبير بينهما. وقال رئيس الحزب راينهارد بوتيكوفر ان من غير المقبول توزيع المناصب بينهما ثم الاتفاق على المواقف والبرنامج الحكومي. وقال رئيس حزب اليسار لوتار بيسكي ان حزبه لا ينتظر ان تغير اول مستشارة للبلاد السياسة التي اتبعت حتى الآن والتي يرفضها هو.