اختار الاتحاد المسيحي المؤلف من الحزب الديموقراطي المسيحي الألماني والحزب الاجتماعي المسيحي البافاري رئيس حكومة ولاية بافاريا ادموند شتويبر مرشحاً موحداً لمنصب المستشار الاتحادي في الانتخابات النيابية العامة التي ستجرى الخريف المقبل في ألمانيا. واختير شتويبر بعد صراع علني داخل الحزب الديموقراطي المسيحي ذهبت ضحيته رئيسة الحزب آنجيلا مركل بعدما وقفت غالبية قيادة حزبها ضد ترشيحها ومارست عليها ضغوطاً متعددة على مدى الأيام الماضية للانسحاب لمصلحة شتويبر الذي يترأس ايضاً الحزب البافاري، الشقيق الصغير للحزب الديموقراطي المسيحي. وفيما اعتبر المراقبون ان طريقة ابعاد مركل عن الترشح لمنافسة المستشار الحالي الاشتراكي الديموقراطي غيرهارد شرودر في الانتخابات المقبلة تقضي عملياً على زعامتها للحزب وعلى هيبتها، سجلوا في الوقت نفسه ان الحزب الكبير تخلى عن قيادته الاتحاد المسيحي لمصلحة "شقيقه" الصغير معترفاً بعدم وجود سياسي لديه من "الوزن الثقيل" قادر على مواجهة شرودر. ويشكل شتويبر تهديداً جدياً للمستشار شرودر الذي اتهم منافسه امس بأن ترشيحه "يفتح استقطاباً لا مثيل له داخل المجتمع". وقال شرودر ان ترشيح شتويبر "يعني السيطرة على الحزب الديموقراطي المسيحي من ناحيتي القيادة والمضمون". واعتبر ان منافسه "كان من اركان قيادة عهد المستشار السابق هلموت كول، وهو يريد اعادة البلاد الى ذلك العهد". ونفى ان يكون ترشيح شتويبر يخيفه. وفي كلمة ألقاها في ندوة حزبية لقيادة الحزب الديموقراطي المسيحي في مكدوبورغ امس نفى شتويبر ان يؤدي ترشيحه الى فسخ المجتمع واستقطابه، معتبراً انه "امام الاتحاد المسيحي الآن فرصة إحداث تغيير سياسي في البلاد وتبديل في الحكم، وأن عليه استغلالها". ووعد في حال فوزه بإلغاء كل القوانين التي أقرّتها حكومة شرودر وفي مقدمها قانون التخلي عن الطاقة النووية وقانون الضريبة البيئية. ويرفض شتويبر رفضاً كاملاً مشروع الحكومة المقدم لإقرار قانون للهجرة الى ألمانيا، كما سبق ورفض التعديلات التي ادخلت على قانون الجنسية.