تواصل مسلسل اعمال العنف في اقليم بلوشستان جنوبباكستان المحاذي للحدود مع ايران والذي يطل على بحر العرب. وتلا استهداف عاصمة الاقليم كويتا ومناطق اخرى بخمسة انفجارات اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص على الاقل، تفجير المقاتلين الذين يُزعم انتماؤهم الى"جيش تحرير بلوشستان"اثنين من خطوط الكهرباء الرئيسة في منطقة سيبي ليل الثلثاء - الاربعاء. وأدى ذلك الى قطع التيار الكهربائي عن 20 منطقة على الاقل، علماً ان ثلثي الاقليم يعتمد على هذين الخطين للتزود بالتيار الكهربائي، بعدما دمر المقاتلون القوميون في شكل كامل، اربعة خطوط اخرى السبت الماضي. وترى إسلام آباد أن أعمال التخريب تهدف الى إجهاض المشروع التجاري المشترك مع الصين لنقل البضائع من جمهوريات آسيا الوسطى واليها عبر ميناء"غودار"الجديد، علماً ان رئيس الوزراء الصيني وين جياباو سيدشن هذا الميناء مع الرئيس برويز مشرف في الاسابيع القليلة المقبلة. ويعارض كبار زعماء قبائل البلوش تشييد الميناء الجديد ويطالبون الحكومة بدفع مبالغ كبيرة لهم، تعويضاً عن استغلال أراضٍ يزعمون انها تعود لهم. وكان"جيش تحرير بلوشستان"اطلق في الفترة بين 7 و11 كانون الثاني يناير الماضي، نحو 657 صاروخاً على محطة بلدة سوئي لاستخراج الغاز الطبيعي، ما ادى الى توقف امدادات الغاز الى آلاف المنازل والمصانع في كل انحاء البلاد لمدة ثمانية أيام، وعرض شركة النفط الرسمية لخسائر تجاوزت السبعة ملايين دولار. واعتبرت مصادر امنية الاعتداءات على منشآت الغاز"إعلان حرب"من جانب جهات رسمية في دول اقليمية من بينها ايران تورطت في دعم المقاتلين البلوش، علماً انه لا يخفى ان وضع ميناء"غوادر"الصيني-الباكستاني قيد العمل سيجعله منافساً رئيساً لنظيره"غاربهار"الإيراني والذي تبنيه طهران بالتعاون مع الهند. وتدعي باكستان وإيران معاً أن ميناءيهما هما أقرب مخرج تجاري لدول آسيا الوسطى. وفي سياق رد الفعل الرسمي لإسلام آباد، اكد الرئيس مشرف البعد الاقليمي لاحداث بلوشستان،"ذلك ان البعض يشعر بالحسد من التقدم الذي نتطلع الى تحقيقه. وأقول لهم ولمن يدعمونهم اننا سنواجههم بيد من حديد". لكن اللهجة الحاسمة لمشرف لا تلغي الانقسام الواضح بين السلطات المدنية والعسكرية في موضوع اسلوب التعامل مع احداث بلوشستان. وتنشد القيادات الكبيرة السن في الجيش يدعمهم بعض اعضاء الحكومة وشخصيات معارضة حلاً سلمياً للمسألة، ويدعون الى فتح قناة حوار مع النائب الزعيم القبلي اكبر خان بكتي وأنصاره. اما القيادات العسكرية الشابة فتمارس ضغوطاً في سبيل الاسراع في إرسال القوات الخاصة والتخلص من اكبر خان من اجل السماح لمناوئيه بالسيطرة على المنطقة. وتزعم القيادات الشابة ان اكبر خان اجرى اتصالات مع حكومات اقليمية لبحث تقاسم المصالح معها، ما كرس تجاوزه نقطة اللاعودة.