وصل الرئيس الصيني سي جين بينغ أمس إلى إسلام آباد في أول زيارة رسمية لرئيس صيني لباكستان منذ تسعة أعوام، وسط ترحيب رسمي وشعبي غير مسبوق في باكستان. ووقع الجانبان الصينيوالباكستاني 51 اتفاقاً ومذكرة تفاهم تصل قيمتها إلى أكثر من 46 بليون دولار على شكل استثمارات صينية في باكستان في شتى المجالات، وتشمل تزويد الصينلباكستان بثمان غواصات حديثة، تصل قيمتها إلى خمسة بلايين دولار، فيما يشكل خط الحرير الجديد بين الصين وميناء جوادور على بحر العرب عصب الاستثمارات الصينية المتدفقة إلى باكستان. وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً عن الزيارة التي تستمر إلى اليوم (الثلثاء)، أكدا فيه إنشاء تحالف وشراكة استراتيجية في كل الظروف والأحوال وعلى كل الأصعدة، الأمر الذي قد يثير حفيظة الهند الخصم التقليدي لكلا البلدين، كما قد يثير المخاوف الأميركية من التقارب المتنامي بين إسلام آباد وبكين. ومن المتوقع أن يكلف خط الحرير الواصل من كاشغر في الصين إلى ميناء جوادور الباكستاني 28 بليون دولار، إذ تقيم الصين خطاً برياً دولياً بين البلدين إضافة إلى سكة حديد لنقل البضائع الصينية لتمكينها من الوصول إلى الشرق الأوسط وأفريقيا بالسرعة المطلوبة، إضافة إلى عدد من الاستثمارات الصينية في مجال الطاقة والتعدين والتصنيع في باكستان. وكانت زيارة الرئيس الصيني إلى إسلام آباد مقررة في أيلول (سبتمبر) الماضي، لكنها أجلت بسبب الاعتصام الذي قاده كل من عمران خان وطاهر القادري أمام البرلمان الصيني، والقول بوجود مخاطر أمنية في حال قيام الرئيس الصيني بزيارته في ذلك الوقت. وتولى الجيش الباكستاني الإشراف على أمن زيارة الرئيس الصيني، فيما انتشرت الشرطة في أنحاء العاصمة إسلام آباد وأغلق الحي الديبلوماسي ومجمع الرئاسة والبرلمان والوزارات أمام الحركة العادية اليومية. ومن المقرر أن يلقي الرئيس الصيني خطاباً في مجلسي النواب والشيوخ الباكستانيين صباح اليوم، كما قررت الحكومة الباكستانية منحه وسام باكستان من الدرجة الأولى نظراً لما قدمته الصين من مساعدات لباكستان إبان رئاسته. وحرص الرئيس الصيني على اللقاء مع قادة الأحزاب والكتل البرلمانية الباكستانية الموالية للحكومة والمعارضة لها في إشارة إلى أن الصين لا تفرق بين الباكستانيين وأنها تقف إلى جانبهم أجمعين. وحظي الرئيس الصيني باستقبال حافل، إذ خرج للمرة الأولى كل من الرئيس الباكستاني ممنون حسين ورئيس الوزراء وقادة الجيش والبحرية وسلاح الجو الباكستاني. وكان أعضاء الحكومة المركزية في استقباله في قاعدة نور خان الجوية القريبة من إسلام آباد، وهو تعبير عما تعول عليه باكستان من علاقاتها بالصين. وكانت مصادر باكستانية في وزارة الطاقة أشارت إلى إمكان تمويل الصين لمشروع خط أنابيب الغاز الإيرانيالباكستاني الذي تسعى باكستان لإكماله بعد إنهاء العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي.