أعرب البابا بنيديكت السادس عشر عن فرحته العارمة في أن تطأ قدماه أرض بلده الأم ألمانيا، في أول زيارة يقوم بها الى خارج الفاتيكان منذ تنصيبه على رأس الكنيسة الكاثوليكية قبل أربعة أشهر. وأكد عزمه على متابعة نهج الحوار مع الكنائس المسيحية الأخرى ومع ممثلي اليهودية والاسلام. وشاءت الصدف ان تكون رحلة البابا الجديد الأولى للخارج الى مسقط رأسه كولونيا التي اختيرت لاستضافة الدورة العشرين ل"يوم الشباب المسيحي العالمي"قبل فترة من انتخابه رئيساً للكنيسة الكاثوليكية. وحظي البابا باستقبال رسمي وشعبي كبير في مطار كولونيا حيث علا هتاف وتصفيق المتجمعين لاستقباله لدى اطلالته بثيابه البيضاء من باب الطائرة، قبل ان يستدير لالتقاط قلنسوته التي طارت نتيجة الرياح الشديدة. وحضر مراسم الاستقبال التي أحيطت بإجراءات أمنية مشددة، رئيس الدولة هورست كولر والمستشار غيرهارد شرودر وزوجتيهما وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية مختلفة. وقدمت له التحية ثلة من الحرس الرئاسي. وشارك في الاستقبال عدد كبير من الشابات والشباب مثلوا مئات الآلاف من الشباب المسيحي الذي توافد من أنحاء العالم الى المدينة الممتدة على ضفتي نهر الراين. وتجاوز البابا البروتوكول، وتوجه الى مجموعة من المقعدين المشاركين في المهرجان العالمي وألقى عليهم التحية وباركهم. وصفق الشباب وهتفوا للبابا بالايطالية:"بينيديتو"مبارك وغنوا على عزف الموسيقى. وأشاد البابا في خطاب مقتضب ب"تراث ألمانيا الثقافي والروحي الغني جداً"، مشيراً الى انها"لا تزال في قلب اوروبا تشهد لخصوبة الايمان والتقليد المسيحي". وأضاف انه يحرص على لقاء الزعماء الدينيين المسلمين واليهود لان ذلك خطوة مهمة في اتجاه"التزام مشترك نحو مستقبل يركز على الانسانية، وتسوده العدالة والأخوة". وفي المقابل، حيّا الرئيس كولر البابا، مشيراً الى انه يأتي الى بلد"تلعب فيه الكنيسة دوراً حيوياً جداً، خصوصاً مع الشبيبة". وشدد على انه"يمكن لرئيس الماني للكنيسة الكاثوليكية ارسال اشارة مصالحة الى العالم"، خصوصاً انه بعد البابا البولندي يوحنا بولس الثاني واثر 60 سنة من انتهاء الحرب العالمية الثانية، يتم انتخاب ألماني من ما سمي ب"جيل مؤيدي الصقور". وتستمر اقامة البابا في ألمانيا أربعة أيام كضيف شرف على المهرجان. ويترأس الأحد المقبل، قداساً في الهواء الطلق امام كاثدرائية كولونيا، يتوقع أن يحضره نحو 800 ألف نسمة.