أعلنت إيران أمس، وبعد ثلاثة اشهر من تصعيد لهجتها، استعدادها لاستئناف المفاوضات من دون أي شروط مسبقة مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تفادياً لإحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن. وأكد بيان لوزارة الخارجية الإيرانية ان"الجمهورية الإسلامية ترحب باستئناف المفاوضات مع الدول الأوروبية الكبرى الثلاث وتعتبره أمراً إيجابياً من اجل الخروج من المأزق وضمان حقوق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية". وهذه المرة الأولى منذ شهر آب أغسطس الماضي التي تتحدث إيران صراحة عن استئناف المفاوضات مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا. وأكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن بلاده مستمرة في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار وطبقاً لما هو متعارف. من جهته، اعتبر محمد سعيدي مسؤول العلاقات الدولية في وكالة الطاقة الذرية الإيرانية المادة الخامسة من قرار الوكالة"مادة ضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات"، بينما رأى عضو المجلس الأعلى للأمن القومي علي آغا محمدي أن المفاوضات هي الطريق الوحيد، وإن لفت إلى حق إيران الطبيعي ببرنامج نووي سلمي. ورحّبت السفارة البريطانية في طهران بالقرار، مشيرة إلى أن دول الترويكا مستعدة للتفاوض على أساس اتفاق باريس الموقع في تشرين الأول/ أكتوبر 2004. ويشكل التمسك باتفاق باريس شرطاً مبطناً في الوقت الذي أكدت طهران بعد قرار مجلس أمناء الوكالة الذرية أن الموقف الأوروبي من الملف الإيراني أنهى العمل باتفاق باريس. وقال ديبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته"لاحظنا تغييراً في لهجة الإيرانيين منذ بضعة أيام، لكن لا بد من أن يعلموا أن الشرط الوحيد لاستئناف المفاوضات هو تعليق أنشطة التحويل في أصفهان والعودة إلى اتفاق باريس". وأضاف"لن يكون هناك مفاوضات من دون وقف الأنشطة في أصفهان. الكرة باتت في ملعب الإيرانيين". إلى ذلك، قال الديبلوماسي ان"هدف إيران إقناع الروس والصينيين بأنها مستعدة لاستئناف المفاوضات وتبدي موقفاً إيجابياً مع اقتراب موعد عقد الاجتماع المقبل لمجلس الحكام. انهم تعلموا أمثولة الاجتماع الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ويريدون تفادي تكرار ما حصل في 24 أيلول سبتمبر". وتابع محذراً:"لكن ذلك لن يكون كافياً لتجنب مجلس الأمن الدولي". ويتوقع أن يبحث وزير الخارجية الإيراني مانوشهر متقي هذا الملف اليوم في الصين التي تعارض إحالة بلاده إلى مجلس الأمن. ويتزامن ذلك مع زيارة نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ايلي هاينونن طهران. وسرت معلومات عن إمكان وصول فريق من المفتشين الدوليين إلى إيران لبدء جولة تفتيش جديدة على بعض المواقع النووية. وتؤكد المعلومات أن فريق المفتشين سيلتقي مسؤولي البرنامج النووي ومسؤولين عسكريين، إضافة إلى زيارة موقعي بارتشين وشايان العسكريين.