تجمع المئات من الطلبة الجامعيين الايرانيين امس الخميس امام السفارة الايطالية بطهران بعد يوم واحد من استدعاء السفير الايطالي في ايران من قبل الخارجية الايرانية احتجاجاً على تظاهرات قام بها عدد من الصهاينة المحتجين امام السفارة الايرانية في روما برعاية الشرطة الايطالية ضد السياسة الايرانية تجاه اسرائيل وتصريحات وزير الخارجية الايطالي حول قلق بلاده من محاولات ايران للوصول الى القنبلة النووية. وهتف الطلبة الجامعيون الايرانيون بشعارات مناوئة للحكومة الايطالية ونددوا بتعاون الحكومة الايطالية مع الكيان الصهيوني الذي يمارس ابشع انواع القمع ضد ابناء الشعب الفلسطيني. ورفع الطلبة المحتجون لافتات تندد بالولاياتالمتحدة وبريطانيا وايطاليا لوقوفهم الى جانب الكيان الصهيوني في الجرائم التي تقترفها تل ابيب ضد الفلسطينيين. وحاولت مجاميع من الطلبة الغاضبين الدخول الى السفارة البريطانية عنوة الا ان قوات الشرطة الايرانية التي كانت تحيط بالسفارة حالت دون ذلك. وتأتي تظاهرات الطلبة الجامعيين الايرانيين ضد ايطاليا في وقت اعرب فيه وزير الخارجية الايطالي غيانفرانكو فيني الثلاثاء الماضي خلال زيارته لتل ابيب عن قلق بلاده من البرنامج النووي الايراني وزعم بأن طهران تسعى للوصول الى القنبلة النووية تحت غطاء برنامجها النووي السلمي. على صعيد آخر اكدت اوساط سياسية ايرانية مطلعة امس ان طهران سمحت للمفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية الاسبوع الحالي بزيارة مواقع نووية حساسة في محاولة للحيلولة دون احالة ملفها النووي الى مجلس الامن. وقالت هذه الاوساط ل «الرياض» ان مفتشي الوكالة سمح لهم خلال زيارتهم الاخيرة الى ايران والتي اختتمت الثلاثاء الماضي بتفقد موقع بارتشين العسكري في جنوبطهران والمخصص لانتاج الذخيرة العسكرية التقليدية للجيش الايراني بعد اتهامات اميركية لطهران بقيامها بنشاطات نووية حساسة في هذا الموقع. واضافت الاوساط الايرانية بأن مفتشي الوكالة قاموا بزيارة ميدانية الى الموقع بعد ان رفضت طهران في البداية زيارتهم لهذا الموقع كما قابلوا عددا من كبار المسؤولين الايرانيين المشرفين على البرنامج النووي الايراني. وكان مفتشو الوكالة قد قاموا قبل حوالي خمسة اشهر بزيارة خاطفة لموقع بارتشين واخذوا عينات من التربة والبيئة وقاموا بتحليلها حيث لم يجدوا ما يؤكد الشكوك حول نشاط نووي لانتاج رؤوس نووية محظورة كما كانت تدعي الادارة الاميركية ذلك. وذكرت هذه الاوساط بأن تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الثلاثاء الماضي بجامعة هارفارد الاميركية حول احراز تقدم في البرنامج النووي الايراني جاء بعد سماح طهران للمفتشين بزيارة موقع بارتشين وموافقة السلطات الايرانية بقيام المفتشين الدوليين باجراء مقابلات مع قادة عسكريين وخبراء نووين ايرانيين بعد ان تقدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بطلب حول ذلك. في غضون ذلك اكدت السلطات الايرانية امس بأن طهران قررت استئناف معالجة كمية جديدة من اليورانيوم في منشآتها النووية باصفهان الاسبوع القادم بعد ان جمدت طهران جميع انشطتها النووية في اصفهان اواخر العام الماضي بموجب اتفاق بينها وبين الترويكا الاوروربية (فرنسا والمانيا وبريطانيا). وتتهم الولاياتالمتحدة والبلدان الغربيةايران بالسعي لصنع اسلحة نووية بينما تفند طهران ذلك وتقول ان طموحاتها النووية تقتصر على توليد الطاقة الكهربائية. واقترحت روسيا الاسبوع الحالي خطة جديدة تقضي بالسماح لايران القيام بنشاطات تحويل اليورانيوم المنخفض الدرجة في محطة تحويل اليورانيوم في اصفهان شريطة ان توافق على تعليق جميع نشاطاتها النووية الاخرى بما يتفق مع الاتفاق الذي وقعته ايران مع البلدان الاوروبية الثلاثة في العاصمة الفرنسية باريس العام الماضي. ويمكن السماح لايران بإنتاج غاز رابع فلوريد اليورانيوم في اصفهان وهو المادة التي تسبق انتاج غاز سادس فلوريد اليورانيوم الذي يمكن تحويله الى اليورانيوم المخصب الذي يستخدم في صنع القنبلة النووية.