لا شكّ في أن تطور الأزياء جعلها تحمل دلالات عدة، وتكوّن علاقة متينة بمفهوم الإنسانية، وتتأثر بثقافات الشعوب وتطورها. كل تلك العوامل تدفع إلى تصنيف الملابس كواحد من ابرز العناصر المعبرة عن تكوين المجتمعات وإحدى أهم علامات التطور أو التخلف فيها. وعليه، باتت الأزياء بمثابة وسيلة تواصل لا تقل أهمية عن الرسائل التي تخرج من الكلمات والإشارات والحركات... من هنا، تبدو مهنة تصميم الأزياء من أكثر المهن التي تلقى رواجاً ملحوظاً، نظراً الى قدرتها على عكس الحالة الاجتماعية الخاصة بكل بلد. في مجتمعنا الشرقي، أسماء شابة كثيرة غزت عواصم الأزياء في العالم، من باريس إلى روما، وتركت بصماتها التي تثبت مقدرة لا تقل إبداعاً عن المصممين العالميين. وليس مستغرباً ذلك الإقبال على تصاميمها في العالم وفي البلدان العربية وخصوصاً في منطقة الخليج حيث تسعى المرأة وراء المتميّز من جهة اللون والتصميم والقماش، ووراء التجدّد من دون أن تُنسيها حداثة الغرب أصالة الشرق. تعتبر أسواق الخليج العربي، من الأسواق المهمة بالنسبة الى شركات صناعة الأزياء العالمية في وقتنا الحاضر. إذ تعتمد هذه الشركات على تسويق منتجاتها عبر أحدث ما توصل إليه علم الدعاية والتسويق. وتنفق في سبيل ذلك الملايين من أجل غزو الأسواق العالمية والاحتفاظ بها. ومن هنا، وعبر الأسماء التي باتت تحقق حضوراً ملحوظاً، باتت أسواقنا تحرص على اقتحامها والاحتفاظ بها بواسطة وكلائها المحليين، وفي المستقبل القريب جداً بواسطة فروعها في المنطقة، بعد انضمام دول مجلس التعاون الخليجي الى منطقة التجارة العالمية. كما أن الصعوبات التي كانت تعترض انطلاقة المصمم وشهرته ذللتها وسائل الإعلام التي فتحت الأبواب أمام المبتدئين وعبّدت لهم الطريق فصار الوصول إلى الناس أسهل، والظهور أسرع. على طالب تصميم الأزياء أن يعرف ان خياله هو سلاحه الأول. كما عليه أن يتمرّس بكل ما يحيط بعالم المرأة من جمال وجاذبية وأناقة، وأن يعرف أن لكل امرأة خاصيتها الجسمية من عمر ولون بشرة وتقاطيع والنفسية المرحة أو الخجولة وما شابه. فن القمّاش هو مختبر طالب تصميم الأزياء، وإذا كان من شروط نجاح المصمم أن يكون فناناً فإن استمرار النجاح يتطلب منه أن يكون تاجراً أيضاً. لكن العقل التجاري لا يمكنه أن يلغي شرط الإبداع، وهو ما يميّز العشرات من مصممي الأزياء الراقية هوت كوتور في العالم العربي. ولأزياء"الهوت كوتور"سمات خاصة جداً، فلها خصائصها ومميزاتها، ومواسمها وزبائنها المخصصة، فهي تعد للمناسبات الكبيرة ولشريحة معينة في المجتمع وهي الشريحة المرفهة، وهذا يختلف تماماً عن الملابس الجاهزة التي تستطيع المرأة ارتداءها في مناسبات عدة، وهي تنفذ بنسخ كثيرة وتوزع في بلدان كثيرة من العالم، وتتوجه إلى أذواق مختلفة وإلى حضارات متنوعة. والعامل النفسي هو عامل أساسي في كل مهنة، وا من الطبيعي أن يكون المصمم مرتاحاً نفسياً ليبدع. وثقافة الملبس تشكل اهتماماً أساسياً في المجتمع الشرقي، ودور المصمم أساسي في نشر ثقافة الملبس الصحيحة التي تضيف إلى الشخصية ولا تنتقص منها... لذا على المصمم أن يعرف أن المرأة ليست ملهمته الوحيدة، ولكن هناك أيضاً الرجال، والأطفال والمراهقون، فضلاً عن الملابس التقليدية والأزياء الشعبية. ومن المعاهد التي تقدّم هذا الاختصاص في العالم العربي، يشار على سبيل المثال لا الحصر إلى: جامعة المنوفية المصرية www.egy-mhe.gov.eg، معهد"أس-مود"في لبنان WWW.S-MODE.COM معهد حلوان في القاهرة www.egy-mhe.gov.eg/helwan.asp . [email protected]