التحقت مصممة الأزياء السعودية رقية القرني إلى عالم التصميم، محلقة مع سرب المصممين في السعودية، حباً في التصميم وتمرداً على وجود تصاميم مبالغ فيها من «الهوت كوتور» في سوق الملابس النسائية في الخليج، على حد قولها، إذ صممت فستان زفافها لتحترف هواية التصميم والخياطة في ما بعد، لتفتح دار أزياء بالمدينةالمنورة للتصميم والخياطة تجد رواجاً لدى طبقة من سيدات المجتمع المديني في الإقبال. تقول القرني: «إن السوق المحلية تزدحم بالكثير من الأزياء العالمية، وهذا برأيي جعل الأذواق تتشابه في التكلف وزيادة التفاصيل غير المريحة من جانب، ولكن يحسب لذلك تأثُر المرأة في مجتمعاتنا بالثقافات الأخرى، مما أضفى علينا في الخليج بصفة عامة طابعاً متعدد الثقافات ذا هوية عربية واحدة». وتضيف: «حاولت بعد تخرجي في قسم الاقتصاد المنزلي محاولات عدة لتصميم فساتين مساء وسهرة خاصة لي، ما كان يجعل الحاضرات يتساءلن من أين أتيت بالقطعة التي ارتديها، حتى صممت فستان زفافي بابتكار جديد آنذاك، فأدخلت الألوان الصيفية المبهجة في فستان الزفاف الأبيض الكلاسيكي، لأنني أرى أن السيدة عليها ارتداء فستان العرس في أي مناسبة بعد الزفاف من دون استغراب الحاضرات، فأجد أن الكلاسيكي دائماً يضع قيوداً على تكرار ارتداء الفستان الأبيض، وما شجعني هو رد فعل السيدات بأن أمضي قُدماً في هذا المجال». بحثت القرني على الجديد والمبتكر في «الهوت كوتور» فجعلت تتبحر في الثقافات القريبة من الخليج، وساعدها في ذلك وجودها في المدينةالمنورة «وسط نسيج المجتمع المليء بالثقافات والجنسيات والحضارات»، بحسب القرني التي تتابع: «ولكن ما تفتقده المرأة هو غياب ثقافة اللون وما يناسب كل امرأة بحسب بشرتها، لأن الكثيرات يتبعن ألوان الموضة من دون معرفة ما إذا كانت درجة اللون مناسبة لشخصيتها وللون جلدها، ومعظمهن ينسقن وراء الصرعات في تسريحة الشعر والماكياج، لذا أقوم بنصحهن بما يناسب كل سيدة وما لا يناسب أخرى، وما يليق بقصات الفستان وتصميمه وشخصيتها بالدرجة الأولى، كما أنني اعمل في تصميمي على معرفة طبيعة السيدة لمعرفة ما يناسبها من تصميم ولون وأسلوب». تتبع القرني أسلوب تقديم مجموعتين في موسمي الصيف والربيع وموسمي الشتاء والخريف بما يناسب جو المنطقة الصحراوي «خصوصاً ان ما نستورده من ملابس تركية وفرنسية وصينية كثير منها لا يناسب بيئتنا وجونا»، وتعمل القرني في تقديم كل مجموعة بتقديم الجديد والمبتكر في اللون أو الفكرة التي تصممها لتكون مفاجأة الموسم. وتعتبر القرني أن الموضة هي «ثقاقة خاصة بالشعوب تظهر في أزيائها، ولا يمكن إجبار السيدة على ارتداء فستان لمصمم عالمي لمجرد أنه يتبع لموضة الموسم، واعتقد أن كثيراً من الصرعات مثل الوجبات السريعة تنتهي بسرعة كما بدأت». قدمت القرني في مجموعتها الأخيرة أقمشة عملت على صباغتها بنفسها، وأخرى عملت بالطباعة عليها، وطعمت بعض الأقمشة بالأحجار الكريمة والمعادن الخفيفة، وكان اغرب فستان هو ما قدمته بالورد الطبيعي.