قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس، بزيارة مفاجئة للشيشان حيث شارك في اول اجتماع يعقده البرلمان المحلي الجديد في العاصمة غروزني. وتزامنت زيارة بوتين المفاجئة الى الشيشان، مع مرور الذكرى السنوية ال11 على اندلاع الحرب في الجمهورية القوقازية. ووصل بوتين الى غروزني على متن مروحية عسكرية حطت في احدى القواعد الروسية هناك، في ظل تكتم اعلامي على زيارته، في وقت اعلن انه غادر موسكو الى ماليزيا للمشاركة في اول قمة لمنظمة"اسيان"التي تشارك فيها روسيا للمرة الاولى. وأفيد لاحقاً ان بوتين حرص على القيام بجولة على متن المروحية تفقد فيها على ارتفاع منخفض العاصمة الشيشانية، في خطوة تعمد الكرملين من خلالها اظهار ثقته بالاوضاع الامنية في الجمهورية، وتأكيد تراجع قدرات الانفصاليين القتالية. وهذه المرة الاولى منذ سنوات يقوم فيها رئيس روسي بجولة في سماء غروزني، خصوصاً ان الانفصاليين اسقطوا على مدار السنوات الماضية، عشرات المروحيات العسكرية الروسية. وأكد بوتين في خطاب القاه في الجلسة الافتتاحية للبرلمان الجديد، ان الشيشان دخلت مرحلة جديدة مع انتخاب نوابها، في اشارة الى بدء استقرار الاوضاع هناك. وخاطب مستمعيه مشدداً على"اننا دخلنا بقوة مرحلة البناء والاصلاح"ووجه"شكره"لكل الشيشانيين الذين اسهموا في بناء العملية الديموقراطية في الجمهورية. واللافت ان زيارة بوتين تزامنت مع حدثين بارزين اذ جاءت بعد مرور يوم واحد على مقتل احد ابرز الشخصيات الشيشانية واكثرها نفوذاً وتأثيراً سكرتير مجلس الامن القومي الشيشاني رودنيك دودايف. ما تزامنت مع الذكرى السنوية الحادية عشرة لاندلاع الحرب الشيشانية. ومعلوم ان الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن كان وقع في 11 كانون الاول ديسمبر 1994، مرسوماً حول"تدابير حفظ النظام والشرعية وسيادة القانون في الشيشان"، ما عنى فعلياً قيام الحرب ضد الحكومة المحلية التي اعلنت انفصالاً من طرف واحد. وتشير تقديرات المراكز الانسانية الى ان نحو 100 الف شخص لقوا حتفهم خلال سنوات الحرب غالبيتهم الكبرى من الشيشانيين. وعلى رغم اعلان السلطات الامنية في الشيشان ان دودايف لقي حتفه في حريق نشب في منزله من دون ان تتوافر ادلة على ان العملية مدبرة، فان المقاتلين الشيشان اعلنوا مسؤوليتهم عن العملية. وقال بيان نشرته مواقع الكترونية قريبة من الانفصاليين ان دودايف"دفع ثمن تعاونه مع المحتلين". لكن مصادر شيشانية استبعدت هذه الفرضية خصوصاً ان الانفصاليين يستخدمون عادة الانتحاريين او اسلوب زرع العبوات الناسفة في عمليات الاغتيال التي تستهدف مسؤولين كبار. ولفتت المصادر الى ما وصف بانه"خلافات بين دودايف وعدد من المسؤولين البارزين في غروزني وعلى رأسهم رمضان قادروف المسؤول عن عمل الاجهزة الامنية الشيشانية والذي يقود ميليشيات قوامها اكثر من 15 الف مسلح تفرض سيطرتها في عدد من المدن الشيشانية.