نفذ انتحاريان عملية تفجير بواسطة شاحنة محملة بطن من المتفجرات ضد مجمع حكومي وأمني في بلدة زنامينسك شمال الشيشان امس. واسفر الهجوم عن سقوط اكثر من 40 قتيلاً ونحو مئة جريح، فيما دمر المجمع بالكامل ولحقت اضرار مادية جسيمة بمبان مجاورة. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان هذا الهجوم الاعنف منذ بداية هذا العام، يهدف الى تدمير العملية السلمية التي بدأت في الشيشان قبل سبعة اسابيع باستفتاء اقر ربط الجمهورية بروسيا. وحض بوتين الحكومة على تسريع اعداد مشروع الاتفاق الذي ينظم العلاقة بين موسكو والجمهورية القوقازية. واتهم الوزير المكلف الشؤون الشيشانية في الحكومة الروسية ستانيسلاف الياسوف من وصفهم بأنهم "مرتزقة عرب" بالوقوف وراء الحادث. وقال ان المقاتلين العرب في الشيشان يسعون الى عرقلة عودة الحياة الى مسارها السلمي في الجمهورية. وأضاف ان العملية الانتحارية "تحمل توقيعهم". راجع ص9 ولوحظ ان الرئيس الشيشاني الانفصالي اصلان مسخادوف حرص على نفي تورطه في الحادث. وابلغ ممثله في موسكو سلام بك مايغوف اذاعة "صدى موسكو" ان "لا الرئيس مسخادوف ولا فصائل المقاومة الشيشانية التي تعمل تحت امرته متورطون في مأساة زنامينسك". واعلن ممثل مسخادوف ان "اشخاصاً خارجين عن السيطرة يرتكبون الاعمال الارهابية، اولئك الذين عانوا من عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات الامن والعنف الذي يجتاح المنطقة منذ اندلاع النزاع الدامي في الشيشان قبل ثلاث سنوات"، وذلك في اشارة الى زعيم الحرب شامل باسايف. وشدد مايغوف على ان باسايف الذي تبنى عملية انتحارية في غروزني اسفرت عن اكثر من ثمانين قتيلاً في كانون الاول ديسمبر الماضي، "لا يتولى اي منصب رسمي ولا يمارس اي سلطة في نظام الجمهورية الشيشانية ولا يقيم اي علاقة مع القيادة الرسمية للجمهورية الشيشانية"، في اشارة الى الرئيس المنتخب مسخادوف الذي لا تعترف به موسكو. ولوحظ ان العملية الانتحارية التي يعتقد ان عدداً من العسكريين الروس ذهبوا ضحيتها الى جانب عشرات الشيشان المتعاونين معهم، اثارت جدلاً حول الفساد في اوساط الجنود الروس في الشيشان، في ظل تساؤلات عن كيفية حصول المهاجمين على هذه الكمية من المتفجرات ونجاحهم في ايصالها الى المجمع عبر الحواجز الامنية المنتشرة بكثافة في انحاء الجمهورية القوقازية.