أكد الرئىس الروسي فلاديمير بوتين ان العمليات العسكرية في الشيشان ستستمر، لكنه اعتبر العقاب الجماعي امراً "غير مقبول ومضر"، فيما اعترفت القيادة العسكرية الروسية للمرة الاولى بهدم منازل شيشانيين لتأمين سلامة الطيران. وبدأت حملات "التطهير" الواسعة في الشيشان بعد حادث احتجاز الرهائن في مسرح موسكو، وإثر اعلان وزير الدفاع سيرغي ايفانوف وقف العمل بقرار رئاسي يقضي بسحب القوات "الفائضة عن الحاجة" من الجمهورية القوقازية. وأثارت محاصرة المدن وتعطيل الحركة وحملات الاعتقال، استياء واسعاً دفع رئيس الادارة المدنية الشيشانية احمد قادروف الى طلب لقاء عاجل مع بوتين. وفي لقائهما في مدينة مايكوب في جنوبروسيا امس، أكد بوتين ان "الاجراءات ضد الارهاب" في الشيشان "ستستمر ما دامت حاجة اليها"، لكنه شدد على انها ينبغي ان تكون ذات اهداف محددة ولا تصبح "شمولية"، ما يؤدي الى نتائج عكسية. ودعا الشيشانيين الى مساعدة السلطات الروسية في مطاردة من وصفهم ب"رجال العصابات". وفي الوقت نفسه، أكد وزير الدفاع الروسي ان استئناف العمل بقرار تقليص القوات "لن يحصل حتى يمثل قادة العصابات ومنفذو الاعمال الارهابية 1-2 القضاء او يبادوا"، اي ان ايفانوف طرح صيغة جديدة لعبارة "حرب حتى النصر" ما لا يترك مجالاً للتفاوض. وللمرة الاولى في تاريخ الحرب الشيشانية، اعلنت القيادة الروسية رسمياً عن هدم عمارات سكنية في اطار "مكافحة الارهاب". وقال ايليا شابالكين الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية في شمال القوقاز ان بضعة منازل هدمت قرب قاعدة خان قلعة لضمان سلامة الطيران، ولكون المنازل المذكورة استخدمت ل"نصب مكامن وإقامة نقاط نار". ولام سكان المنازل لأنهم "لم يبلغوا" عن تحضيرات قام بها مقاتلون كانوا اسقطوا مروحيات عدة اثناء اقلاعها او هبوطها من القاعدة الروسية. واعتبر رودنيك دودايف سكرتير مجلس الأمن القومي الشيشاني المتعاون مع موسكو ان هدم البيوت "سيجعل من الصعب اقناع اللاجئين بالعودة الى ديارهم"، خصوصاً ان "عدد المحرومين من السكن تزايد في غروزني نفسها. وبالروحية ذاتها، انتقد رئىس الوزراء الشيشاني ستانيسلاف ايلياسوف الاجراءات المتشددة، وقال انه "لا يفهم" قرار محاصرة المدن وقطع الطرق. وقال عن نفسه: "وجدت صعوبة في الوصول الى غروزني على رغم انني أترأس الحكومة". حملة في موسكو وفي موسكو، قدمت منظمات حقوق الانسان شهادات موثقة عن حملة ملاحقة يتعرض لها الشيشانيون في العاصمة الروسية. وذكر مواطنون شيشانيون يقيمون في موسكو بصورة شرعية ان رجال الأمن والشرطة يدهمون منازلهم ويحققون معهم ويرغمونهم على طبع اصابعهم من دون اي قرار قضائي.