توقع سياسي شيشاني بارز ان تستمر حرب القوقاز بضع سنوات اذا لم تبدأ مفاوضات لوقف النار. وذكر رئيس "مجلس الدولة" مالك سعيد اللايف في حديث الى "الحياة" ان جنرالات فيديراليين يعرقلون مساعي التسوية لأنهم "ينتفعون" من الحرب التي أدت الى "خسائر فادحة بين المدنيين"، مؤكداً ان "20 ألف مدني قتلوا في غروزني وحدها". وكان "مجلس الدولة" تأسس في موسكو وضم نواباً سابقين في البرلمان الشيشاني ووجوهاً من المقيمين في الشتات، وحظي بتأييد الكرملين الذي اعتبره بديلاً عن الرئيس المنتخب اصلان مسخادوف. لكن روسيا اوقفت دعمها المجلس و"راهنت" على المفتي السابق أحمد قادروف الذي عيّن حاكماً مدنياً للشيشان. واعتبر سعيد اللايف ان قادروف ليس "المحور" الذي يمكن ان يستقطب الشيشانيين، واتهمه بالتغاضي عما ترتكبه القوات الفيديرالية الروسية من انتهاكات لحقوق الانسان و"مهانات" مستمرة يتعرض لها الشيشانيون. وخلافاً لما تؤكده موسكو عن ضآلة الإصابات في صفوف المدنيين، قال سعيد اللايف ان 20 ألف مدني قتلوا في العاصمة الشيشانية خلال السنة الأخيرة، أي منذ بدء الحملة القوقازية الثانية. واعرب رئيس "مجلس الدولة" عن قلقه من استمرار الحرب، محذراً من انها "قد تطول سنوات" بسبب طريقة معالجة النزاع. وزاد ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد التوصل الى حل، لكن "هناك جنرالات يحصلون على أموال طائلة" من الحرب ويعرقلون المساعي الرامية الى وقفها، تساندهم قوى سياسية داخل موسكو. وأو ضح ان "مجلس الدولة" الذي يضم 226 عضواً يعمل معظمهم داخل الشيشان لا يملك صلاحيات رسمية، ويعمل لتقديم مساعدات انسانية واطلاق رهائن. لكنه أبدى استعداده لوساطة لدى مسخادوف، معتبراً ان على موسكو "إيجاد لغة مشتركة" مع كل الفرقاء. وشدد على ان "الشعب هو جميع الشيشانيين، بمن فيهم المحاربون، وعددهم غير قليل"، واستنتج ان أي "تسوية" تتجاهلهم لن تنجح، داعياً الى انتخابات رئاسية جديدة أو استفتاء على قيادة موقتة للجمهورية، يشارك فيها مسخادوف. واستغرب سعيد اللايف ان ترفض موسكو ذلك بحجة الظروف الاستثنائية، في حين تصر على اقتراع لانتخاب عضو في البرلمان الفيديرالي عن الشيشان. وتابع ان مثل هذه الانتخابات "غير شرعي" رافضاً المشاركة فيها. يذكر ان السلطات الفيديرالية الروسية اتخذت اجراءات أمنية مشددة في الشيشان تحسباً لعمليات واسعة متوقعة خلال اليومين المقبلين لمناسبة الذكرى الرابعة ل"يوم التحرير"، وهو يوم استعادة الشيشانيين غروزني عام 1996، في عملية كانت أهم عامل دفع موسكو الى بدء مفاوضات لتوقيع اتفاق الهدنة.