لجأ الرئيس الشيشاني رمضان قادروف إلى قادة سابقين لمجموعات المسلحين الانفصاليين في الشيشان، طالباً مساعدتهم في «معركة حاسمة» للقضاء على من تبقى من مقاتلين، في حين عادت السلطات الشيشانية إلى الحديث مجدداً عن «نشاط المرتزقة العرب» وراء التصعيد المتواصل في القوقاز خلال الأشهر الأخيرة. وبعد مرور يوم واحد على تفجير انتحاري ضخم هز مسرحاً في العاصمة غروزني وأسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح عشرات آخرين، حض قادروف أمس، عدداً من قادة المجموعات المسلحة الذين عادوا إلى الحياة المدنية مستفيدين من قرار عفو شامل، على مساعدة السلطات في ملاحقة المجموعات المسلحة التي تزايد نشاطها أخيراً في شكل ملحوظ . وقال قادروف خلال اجتماع حضره وزير الدفاع إتشكيريا السابق (الاسم الذي كان المقاتلون يطلقونه على الشيشان) محمد خامبايف والقائد الميداني الذي لعب دوراً مهماً في الحرب القوقازية الثانية شاء تورلايف إن قواته تخوض حالياً «معركة حاسمة» مع المقاتلين المتحصنين في الغابات والجبال المحيطة بها جنوب الجمهورية. وخاطب الرجلين قائلاً إنهما من أفضل الناس معرفة بأماكن تحصن المقاتلين وخططهم وخطوط تحركاتهم «ما يجعل مساعدتكم لنا لا تقدر بثمن» . ويشغل خامبايف الذي كان في وقت مضى اليد اليمنى للزعيم الشيشاني شامل باسايف مقعداً في الهيئة الاشتراعية الشيشانية حالياً، فيما تم تعيين تورلايف مستشاراً لرئيس الجمهورية . وأوضح قادروف أن الأجهزة الأمنية في الجمهورية تشن حالياً عملية واسعة ل «تصفية جماعات الإرهابيين الناشطين جنوب الجمهورية ويقودهم مرتزقة عرب». وأعاد تحميل «العرب» مسؤولية التصعيد المتواصل منذ شهور الأمر الذي دأب المسؤولون العسكريون الروس على التحذير منه خلال سنوات الحرب في القوقاز في التسعينات من القرن الماضي. وشدد قادروف على نيته الحسم ضد المتمردين، مؤكداً أن «لا قرارات عفو جديدة بل سيكون على المسلحين الراغبين بالعودة إلى الحياة الطبيعية المثول أمام القضاء». وكان قادروف أعلن أن التفجير الانتحاري الذي وقع في مسرح في غروزني أول من أمس، استهدفه، موضحاً أنه نجا من محاولة الاغتيال لأنه تأخر عن موعد وصوله إلى المسرح. وبذلك تكون هذه ثاني محاولة اغتيال تستهدف الرئيس الشيشاني خلال أقل من شهر، إذ أعلنت الأجهزة الأمنية في بداية تموز (يوليو) الجاري إحباط خطة وقتل مسلح كان يستعد لتنفيذها. إلى ذلك، أعلن رئيس البرلمان الشيشاني دوكو فاخا عبد الرحمنوف أن الحوار الأول من نوعه مع الزعيم الشيشاني البارز أحمد زاكايف تطرق إلى كل ملفات الوضع في الشيشان وسبل تثبيت الأمن والاستقرار في الجمهورية. ومعلوم أن زاكايف الذي كان وزيراً لإعلام «إتشكيريا» وشارك بنشاط في التمرد على روسيا، انتخب قبل عامين «رئيساً» للشيشان محل القائد العسكري للإنفصاليين دوكو أوماروف الذي تنحى عن منصبه ليتفرغ لقيادة ما يعرف في أوساط المجموعات الإنفصالية ب «إمارة القوقاز» . وفتحت موسكو أخيراً، قنوات اتصال مع زاكايف المقيم منذ عام 2003 في لندن بهدف إقناعه بالعودة إلى الشيشان والمشاركة في الحياة السياسية في الجمهورية. ولمح عبد الرحمنوف الذي أجرى قبل أيام ، في أوسلو جولة مفاوضات مع زاكايف، أن المحادثات بين الطرفين ستتواصل خلال أيام في لندن «بحضور عدد أوسع من ممثلي الجانبين» وأنهما قريبان من التوصل إلى إتفاق . وأعلن نائب وزير الداخلية الروسي أركادي يديليف، أن معطيات متوافرة تشير إلى دوكو اوماروف يتحصن في الوقت الحاضر في الغابات الجبلية في شمال القوقاز، ويتنقل على الدوام بين عدة ملاجئ تحت الأرض جرت تهيئتها مسبقاً. في غضون ذلك، شهدت داغستان المجاورة أمس، مواجهات دموية أسفرت عن مقتل ثمانية مسلحين على الأقل بحسب مصدر عسكري روسي. ولفت المصدر إلى أن القوات الفيديرالية نجحت في نصب كمين في منطقة غابات كثيفة قرب العاصمة محج قلعة وقعت فيه مجموعة من المقاتلين الذين رفضوا تلبية نداءات للاستسلام وقاوموا بضراوة، ما أسفر عن مقتل كل أفراد المجموعة . ولمح المصدر إلى احتمال أن يكون بين القتلى أجانب، قالت السلطات إنها تسعى إلى تحديد جنسياتهم.