دعت الولاياتالمتحدة الحكومة السودانية الجديدة الى بذل المزيد لتطبيق اتفاق السلام في الجنوب وايقاف العنف في دارفور، في وقت أقر المشرعون الأميركيون خفض التمويل لقوات حفظ السلام الافريقية في السودان. وقال مسؤولون أميركيون بارزون لسلفاكير ميارديت، النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة جنوب السودان، اثناء اجتماعهم معه في واشنطن الثلثاء، انه يجب ان تبذل الحكومة مزيداً من الجهد لايقاف العنف خصوصاً اذا كانت تريد رفع العقوبات الأميركية قريباً. وقال نائب وزيرة الخارجية الأميركية روبرت زوليك الذي اعلن اعتزامه زيارة السودان الأسبوع المقبل، للصحافيين ان الولاياتالمتحدة تريد أن تلمس تقدماً في مجموعة من المجالات قبل ان تفكر في رفع العقوبات التجارية والاقتصادية والمالية التي فرضتها على الخرطوم عام 1997. وقال زوليك في مؤتمر صحافي مشترك مع سلفاكير:"هناك عدد من الموضوعات التي نود ان نرى قدراً من التقدم فيها، وهذا أحد الأسباب التي تدفعني الى الذهاب الى السودان للتأكد من ان السياسات المتفق عليها في اتفاق السلام الشامل تسير في مسارها الصحيح". وأضاف زوليك انه وجه الرسالة ذاتها اثناء حديثه الهاتفي مع علي عثمان محمد طه، النائب الثاني لرئيس السودان. ورفض سلفاكير التعليق على مسألة العقوبات، وقال للصحافيين"سنتحدث عنها المرة المقبلة". وشغل سلفاكير المنصب الذي كان يتولاه زعيم المتمردين السودانيين السابق جون قرنق الذي مات في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في تموز يوليو الماضي بعد ثلاثة أسابيع من توليه منصب النائب الأول لرئيس السودان في اعقاب اتفاق السلام المبرم في كانون الثاني يناير الماضي والذي يهدف الى انهاء الحرب الاهلية. ويتضمن الاتفاق بنداً في شأن توزيع الثروة في السودان وخططاً للانتقال للديموقراطية واستفتاء على انفصال الجنوب خلال ست سنوات من توقيع الاتفاق. ولم يشمل الاتفاق التمرد في دارفور والذي أدى الى مقتل عشرات الالاف ودفع الولاياتالمتحدة الى اتهام الخرطوم بالقتل الجماعي. وفي الوقت الذي كان سلفاكير يجتمع فيه مع زوليك ومع ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية، كان المشرعون الأميركيون يقتطعون 50 مليون دولار من تمويل مخصص لقوات الاتحاد الافريقي المكلفة حفظ السلام في دارفور. واقتطعت الأموال من مخصصات التمويل الخارجي. وكتب على الفور أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ خطاباً الى الرئيس جورج بوش يحضونه فيه على توفير تمويل من مصدر آخر. وقال الخطاب:"دارفور مثلما اكدتم في الآونة الأخيرة هي مسرح لعملية ابادة مستمرة والاتحاد الافريقي هو خط الدفاع الأساسي ضد هذا العنف والاضطراب والرعب المستمر". وقال شون مكورماك، الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، في وقت سابق ان الولاياتالمتحدة كانت في مقدمة من قدموا معونات انسانية الى السودان وقدمت بالفعل 160 مليون دولار الى بعثة الاتحاد الافريقي للحفاظ على السلام. وعبرت جماعات اغاثة عن قلقها البالغ من خفض الأموال المخصصة لقوات حفظ السلام الافريقية التي تعاني بالفعل منذ البداية نتيجة قلة التمويل. وقالت سارة مارغون من مؤسسة"أوكسفام أميركا":"دعت الإدارة مراراً وتكراراً الى حلول افريقية للمشاكل الافريقية وتحدثت بوضوح عن سياستها المتمثلة في دعم مهمة الاتحاد الافريقي في السودان. وعليها الآن... أن تسلم الاموال".