تدخل الرئيس التشادي إدريس ديبي لتقريب مواقف الفرقاء السودانيين، في إطار مبادرة لإقناع متمردي دارفور بالمشاركة في طاولة حوار وطني في الخرطوم، بينما حضت الولاياتالمتحدة أطراف النزاع في السودان على الالتزام بوقف العدائيات ل 6 أشهر. وتوجه وفد من الخرطوم برئاسة مساعد الرئيس إبراهيم محمد إلى العاصمة التشادية نجامينا لإجراء محادثات مع ديبي في شأن الضمانات التي ستوفرها الحكومة لقادة حركات دارفور تهيئةً للحوار. كما سيجري ديبي مشاورات مماثلة مع قادة المتمردين، فيما تتحفظ الحركات الرئيسية الثلاث في دارفور على مساعي الرئيس التشادي وتتمسك بوساطة الاتحاد الأفريقي. وحضّت الولاياتالمتحدة، الأطراف المتحاربة في السودان على الالتزام بوقف العدائيات 6 أشهر، مبدية ترحيبها ببيان تحالف «الجبهة الثورية» الصادر في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، والذي عرض التزاماً بوقف العدائيات للفترة ذاتها. وكان الرئيس السوداني عمر البشير أعلن سابقاً وقف النار لمدة شهرين. في شأن آخر، تبادل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار اتهامات بخرق اتفاق وقف النار الموقع بينهما، فيما توجه لهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالقول: «لا تخذلونا ولا تخيبوا آمالنا». وعُقد في نيويورك، اجتماع في شأن النزاع في جنوب السودان، ترأسه الأمين العام بحضور رئيس وزراء أثيوبيا هايلي مريام ديسالين، نائب رئيس جنوب السودان جيمس واني، ووزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، ومشار، والأمين العام للحركة الشعبية الحاكم باقان أموم، فيما شارك سلفاكير عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جوبا. وقال بان موجهاً حديثه إلى سلفاكير ومشار، إنه حان الوقت لأن يصححا «أخطاءهما الفادحة». وتابع: «إننا هنا جميعاً لمساعدتكما وأرجو ألا تخذلونا وألا تخيبوا آمالنا». وشدّد على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في جنوب السودان، وتنفيذ أحكام العدالة والمساءلة المنصوص عليها في اتفاق السلام الذي وقِّع الشهر الماضي بين الطرفين. وقال سلفاكير: «إني عازم على إنهاء هذه الحرب المجنونة. ولكن لسوء الحظ مع أننا مشغولون بتنفيذ الاتفاق فإن المعارضة المسلحة مستمرة في انتهاك الهدنة الدائمة».