حالة 1 وقف أمامها طويلاً... تأملها بدقة... ملأ كل حواسه بكل صورها وتفاصيل جسدها... وبراءة وجهها. استغربت... وابتسامة شفتيها سيمفونية حب لا تنتهي... قالت: لماذا غبت عني كل هذه الأيام؟ قلقة... كنت فتشت على ظلك تحت كل شموس الكون... صمت... لم يتكلم... تسمر في الأرض مثل أبو الهول... مد يده... وسلمها قلب ذهب... ورسالة قصيرة... دهشت من تصرفه... سقطت الرسالة من يدها... انحنت... حاولت أن تلتقطها من الأرض... انتصبت بجسدها فتشت عن خياله، فلم تجده. فتحت الرسالة ببطء شديد... سقطت دمعة فوق الورقة... وشوهت الكلمة الأولى... - قررت أن أبتعد عنك لأنني أحبك بنبل... وأكثر مما ينبغي أخاف عليك... أخاف عليك من نفسي... ومن همسي... ومن لحظة الفراق حالة 2 بعد لأي... وجدته عند تخوم البحر وحيداً... لم تره بهذه الصورة من قبل بقايا إنسان... محبط... وحزين قالت: تهرب مني؟! لماذا؟! تلمس الصوت بشغاف قلبه... انتفض... واستدار قالت: أحبك... قال: الحب لا يعيش في ظلام الدهاليز انت زهرة قرنفل لم تتفتح بعد وأنا نخلة عجوز ما عادت تظلل زهور البساتين... لا أستطيع أن أحميك من حر أو برد أو مطر قالت: أحبك... قال: أنت في بداية الطريق وأنا في نهاية أسفاري أشرعتي مزقتها الريح... والصواري هوت منذ سنين وأنا مدفون في رمل الخلجان وسفني لن تبحر... فلماذا تموت أزهار القرنفل؟ قالت: لا أريد السفر ولا الصواري... سأمنحك عطري وشبابي... قال: لأني أحبك بجنون أخاف عليك من رملي ومن سفني ومن عواصف البحر فابتعدي فلحظة الفراق الأبدي آتية لا ريب في ذلك ولا أريد لعينيك أن تحزن... مرة أخرى... نظر اليها... هز رأسه وهرب... فتشت عنه في كل الشوارع... والمدن... سألت كل شواطئ البحر وخلجانه توسلت بالصواري الحزينة الميتة على الشواطئ... استلفت الريح... وسافرت مع الأقمار... والشموس. حالة 3 عادت لوحدتها جلست في مكانه عند تخوم البحر. الحزن بعينيها... والشوق يرسم كلماته وقصصه أوه... ماذا تذكر من نبل هذا الحبيب؟ هبت ريح خفيفة تذكرت صحف الصباح المرمية على جانبها فتحت الصفحة الأولى، قرأت نعي أحبته أسرعت لتزور كل الأمكنة التي كان يعرفها وتعرفها تأكدت من رحيله وضعت باقة ورد عند شاهد قبره وهوت ثانية على أريكته حزينة عند تخوم البحر. الشارقة 29/3/2005 دبي 15/4/2005 * من مجموعة قصصية بعنوان"نجمة ماركيز"ستصدر قريباً في القاهرة.