حينما تتوقف الحياة لحظة .. وتذهب الالوان من تلك الحياة لتصبح ممزوجة بين ابيض واسود .. حينما تذبل الاوراق وتسقط الدموع.. تلك اللحظة التي تضطرب فيها البحار التي تسكن العيون ، وتجري كسيل على ارض جافة باهتة، تلك اللحظة التي تتحطم معها احلام الزهور ، ويختفي معها كل شيء.. كان له طعم او لون . انها اشبه بوحش مدمر اخذ معه احلى الذكريات .. أخذ احلاما كانت قد انتشرت بريحها العطرة .. تلك الاحلام التي حلقت مع الطيور عبر المحيطات والانهار. الآن .. وفي هذه اللحظة حيث توقف الزمن وتبعثرت الكلمات اقف صامتة امامك ايها الفراق .. نعم انه الفراق ..! لماذا أتيت ؟؟؟ كيف اخذت من احبه؟ أما ترأفت بحالي وحال قلبي الذي سكن فيه حب من اخذته؟! أما كنت لتعرفني عليك قبل مجيئك؟! أتيت كريح هبت، وانتزعت معها حصونًا مشيدة ، اتيت ضيفا، ويا لك من ضيف قاس ، دخل بيتنا وأظلمه . نعم قد اخذت لؤلؤة حياتي .. بلسم آهاتي. لقد اخذت ابي .. ابي اليد الحانية والحضن الدافئ غابت بسمة البيت ، انطفأت الشمعة ، اين انت ياعيوني، اين انت يا أبتِ، أكتب بالدمع حبيبا له في القلب مسكن. وأرسم يداً ليس كمثلها يدي . وآه أبتاه .. وآه حبيباه. قالوا اشرقت شمس الوداع .. وانا اقول بل في الجنة لقاؤنا حيث سيبقى حبنا في قلوبنا مدى الدهر .. د. داليا محمد نورة - جدة