اشتد القلق في اوروبا امس بعد الاعلان عن وجود فيروس انفلونزا الطيور في قرية رومانية ثانية، في حين سعت تركيا التي اعلنت حال الطوارىء الى طمأنة مواطنيها الذين تهافتوا على الصيدليات لشراء المضادات. واعلنت وزارة الزراعة الرومانية انه تم التأكد من وجود فيروس انفلونزا الطيور في عينتين جديدتين أخذتا من قرية ماليوتش القريبة من البؤرة الاولى التي عثر فيها على الفيروس في دلتا الدانوب، جنوب شرق رومانيا. وقالت الوزارة في بيان انه"تم عزل فيروس من نوع"اتش5. ان1"على عينتين من قرية ماليوتش"، موضحة ان الفيروس الذي تم عزله"مطابق على الارجح للفيروس الذي عثر عليه في قرية جيامورليا دي جوس". وقالت منظمة الصحة العالمية في جنيف ان انتشار الفيروس انفلونزا الطيور في اجزاء من اوروبا يسبب قلقا ودعت الدول الى تصعيد اجراءات المراقبة في الطيور والانسان، لكنها اوضحت في بيان على موقعها على الانترنت ان"كل الادلة تشير الى ان فيروس انفلونزا الطيور من سلالة"اتش5. ان1"لا ينتقل بسهولة من الطيور الى الانسان. وفي تركيا، اعلنت حال طوارىء صحية ووضعت السلطات تسعة اشخاص تحت الملاحظة الطبية للاشتباه باصابتهم بالوباء بعد نفوق عدد من طيور الحمام التي يمتلكونها. واكد المتحدث باسم وزارة الصحة فاروق ديميريل ان"اجراءات المراقبة في انحاء البلاد تتم باكبر مقدار من الدقة"، مكررا التصريحات التي ادلى بها وزير الصحة مهدي ايكير ودعوته السكان الى عدم الاستسلام للقلق. وقال ديميريل"يبدو انه تم القضاء"على المرض، لافتا الى انه تم حصره في بلدة كيزيكسا شمال غرب حيث رصد للمرة الاولى، لكنه اوضح ان الحجر الصحي الذي اعلن في 7 تشرين الاول اكتوبر في المنطقة سيستمر لمدة 21 يوما على الاقل"بحسب معايير الاتحاد الاوروبي". وحاول رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان طمأنة مواطنيه، فنشرت الصحف المحلية صوراً له وهو يتناول سلطة مع لحم الدجاج في افطار، ونقلت عنه صحيفة"صباح"قوله"آمل في انكم ستغيروا عناوينكم الرئيسية الان". لكن هذا لم يمنع تدفق الاتراك على الصيدليات لابتياع"تامفيلو"، الدواء الوحيد الفاعل لمكافحة المرض. وقال صيادلة في مركز انقرة ان العديد من الاشخاص قصدوهم طالبين علبا عدة من الدواء المذكور، علما ان مبيعاته ضئيلة في الظروف العادية وخصوصا بسبب سعره الباهظ نحو 25 يورو. وفي مانيلا، اعلن المدير الاقليمي لمنطقة غرب المحيط الهادىء في منظمة الصحة العالمية ان الانتشار السريع لفيروس انفلونزا الطيور في آسيا عائد في الاساس الى الكثافة السكانية اضافة الى الاقبال المتزايد على لحوم الدواجن. وقال شيغرو أومي في مؤتمر صحافي ان"البط والدجاج والبشر يعيشون جنبا الى جنب"الامر الذي يساهم في انتشار الفيروس الذي تسبب في مقتل ستين شخصا في جنوب شرق آسيا منذ 2003. واضاف انه"لتلبية الاقبال المتزايد على لحوم الدواجن يضطر المنتجون الى تربية عدد كبير من الدجاج في ظروف غير صحية ومساحات ضيقة".