رحل عاشق عفدال زيني، وفليتي قتو، وسيراني وغيرها. رحل من دون ان يودع أطفالاً كبروا على صوته الذي كان يخترق القلوب التي ظلمت جراء هذا الكون الظالم. رحل من دون ان يقرع أجراس كنيسة المهد التي حضنته، ولم يستطع ان يسلم على ذلك المنبر الشاهق الذي احتضنه كثيراً في مشوار حياته، هذه الحياة المليئة بالأسى والحزن والظمأ لمياه الحرية والكرامة التي طالما افتقدها كل من كان على شاكلة قره بت. لو ان مجازر الأرمن تسبب بها الاكراد، فأنا باسم الكورد الذين يكنون لك الحب والوفاء، اعتذر عن تلك الجرائم التي أودت بحياة أطفالكم ونسائكم ورجالاتكم، وأعتذر لكل من ظُلم وقُتل بأيد كانت يوماً من الأيام تتذرع بقتلكم لتدخل الجنة. اعتذر لكم ولكل أرمني دفع ضريبة وجوده على هذه البسيطة. إن رحيل رائد الغناء الفولكلوري الكوردي، قره بت خاغو، يفقد الأغنية الكوردية فناناً عظيماً كانت له بصمة على أداء هذا النوع من الأغاني، وخصوصاً تلك التي تحمل الطابع الفولكلوري الذي أبدع قره بت في ادائه. إن فناناً مثل قره بت خاغو، وهو كان من قومية أرمنية، ومسيحي الدين، وكوردي اللسان، حاول من خلال هذا الثالوث ان يكون مثالاً للانسان الذي يستطيع ان يتغلب على حدود القوميات والإثنيات. فخدم الأغنية الكوردية على مدى قرن تقريباً لم يفرق فيها بين الكوردي والأرمني، وبين المسلم والمسيحي. فكان ذلك الحجل الحزين الذي حاول ان يوصل رسالة سلام الى البشرية. هجرنا وأخذ معه الآهات والحسرات التي طالما رافقته مدة قرن من الزمن، تلك الآهات التي صارت جزءاً من تاريخ المجازر التي ارتكبت في حق الأرمن، وكان قره بت واحداً من أولئك الذين تأثروا بها، وكانت أسرته واحدة من الأسر الكثيرة التي راحت ضحية الاستكبار على الأرمن. القامشلي - مسعود عكو [email protected]