سبق وكتبنا، وسنكتب ونبدي مواقف حقيقية ومنطقية، حول موضوع فيديرالية كوردستان، العراق التعددي الديموقراطي، ولا نزال نأمل أن يتفهم كل عربي، وان يرجع الى القواميس، ويتنور بفهم معنى الفيديرالية، لا أن يرمي كلماته جزافاً، ويورد مصطلحات هو نفسه لا يعي ما حقيقتها. فيكرر مواقفه الدفينة من القضية الكوردية التي بات يبديها، ويظهرها لكل عربي وكوردي على حد سواء، ويبدي تأسفه على العراق الذي يتصور أنه سيمزق وسيجزأ، علماً أنه يعلم علم اليقين أن الأكراد لا يريدون تجزئته. فلو كانوا طامحين في الاستقلال، لكانت جمهورية كوردستان أو دولة كوردستان. ولكن أبى الأكراد هذا الشيء، وطالبوا بمحض ارادتهم، بالاتحاد الفيديرالي مع العراق، لتكون كوردستان العراق التي وضعها أحدهم بين قوسين، وساخراً بما يسمى "كوردستان العراق"، مثال الإقليم الذي يتعايش فيه الكوردي مع العربي، والمسلم مع المسيحي، والسني مع الشيعي. فأي إضعاف لحركة الديموقراطية إذا أخذ أكراد العراق حقهم في تقرير مصيرهم؟ أليست الديموقراطية أن يأخذ كل واحد حقه وينفذ ما عليه من واجبات؟ أليست الديموقراطية ان يبدي أكراد العراق موقفهم من نظام الحكم القادم والجديد في العراق الجريح الذي خرج وهو ينزف جراء حروب طاغية العصر صدام حسين؟ كما لكل الشعب العراقي الحق في تقرير مصيره واختياره نظام الحكم الذي يناسبه، ويرى فيه أنه المنقذ، وأنه بلسم لجراحه التي لن تندمل بمرور مئات السنين على نظام صدام حسين الذي يقول بعضهم عنه حرفياً: ان نظامه كان يمثل العروبة والقومية العربية. ألا ترد هذه المواقف من صهر ودمج القوميات الأخرى في البوتقة العربية، الى استرداد التعصب القومي للقومية العربية؟ ألا يرد التعصب القومي لكاتب مثقف كان ينادي، في يوم من الأيام، بمساواة الناس جميعاً؟ أجل! هناك مخطط ومشروع لاعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وقالها بالتحديد وزير الخارجية الأمريكية كولن باول: "سنغير خريطة الشرق الأوسط في غضون عشر سنوات"، أي أن الدول العربية المترددة لن تمنع اقامة فيديرالية كوردية. وأرجو المعذرة من الأخوة العرب الطيبين والمثقفين، والواعين منهم، فالنموذج الشاذ وحده يرفس التضحيات التي قدمها ويقدمها الشعب الكوردي في سبيل الأخوة الكوردية، والتي توجت بأخوة الدين والعقيدة. مسعود عكو [email protected]