أظهر استطلاع نفذه الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات في وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية بدعم من منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسف ارتفاعا في اعداد الشباب العراقيين الذين يعملون في سن مبكرة بعدما تركوا المدرسة بسبب الفقر وانعدام الأمن وبعد المدارس عن أماكن سكنهم. وشمل المسح عينة ضمت 13 ألفاً و351 شاباً وشابة تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً في 16محافظة، وكشف ان ستة في المئة من الذكور العاملين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً، و17 في المئة في الفئة العمرية بين 15 و18 عاماً، و17 في المئة بين 19 و24 عاماً. وتبين ان ما لا يقل عن 35 في المئة من المجموع الكلي للشباب العاملين لا يتقاضون أجراً من أرباب العمل، ما اعتبر المسح انه يمثل"اندفاعاً الى العمل وميلاً الى الالتزام والحفاظ على التقاليد العائلية". كما أظهر ان خمسة في المئة من الإناث في عينة البحث اتجهن الى سوق العمل. وتبين انه يتوافر ل92 في المئة من العدد الكلي للشباب جهاز تلفاز 96 في المئة في المدن و88 في المئة في الريف. وبشكل عام فإن أكثر من 64 في المئة من الشباب يمضون أوقات فراغهم في مشاهدة التلفزيون. وأكد نحو 44 في المئة من العدد الكلي للأطفال في الفئة العمرية عشر سنوات - أي في سن الدراسة، ان تركهم الدراسة كان نزولاً عند رغبة أولياء أمورهم. وترك 22 في المئة من الأطفال الدراسة في صفوف التعليم النظامي لأسباب تتعلق بالفقر وكان بعد المسافة بين المنزل والمدرسة السبب وراء تسرب 18.3 في المئة، وتشير الدراسة الى انخراط معظم الأطفال الذين تركوا الدراسة في سوق العمل في سن مبكرة بسبب الضغوط الاقتصادية. وتفيد الدراسة بأن الرغبة في التعلم هي الدافع الوحيد وراء مواظبة نسبة كبيرة من الشباب في عينة البحث بلغت 87.7 في المئة على التعلم، فيما يعتقد 11.4 في المئة من الشباب ان التعليم سيحقق لهم مستقبلاً مكانة مرموقة في المجتمع، وان 15.2 في المئة من المستطلعين يقولون انهم يذهبون الى المدرسة فقط لأنهم يحبون ذلك. أما الرغبة في التعلم وكما عبرت عنها الغالبية العظمى من المراهقين في العينة فإنها تشكل مؤشراً على الرغبة في التقدم على رغم ما يواجهون من مخاطر جمة حالياً تتعلق بذهابهم الى المدرسة وخصوصاً في المناطق التي يتواصل فيها العنف. وعبر نحو 70 في المئة عن رضاهم عن اساليب التدريس المتبعة في العراق حالياً. وتجلت المعتقدات الخاطئة السائدة بشأن الأمراض المنقولة جنسياً والأيدز بوضوح في هذه الدراسة، إذ أن ثلثي العدد الكلي للشباب في العينة طلبوا مزيداً من الايضاحات ومعلومات اضافية بشأن كيفية انتقال فيروس المرض وان 76 في المئة منهم يعتقدون ان الاشخاص الذين يبدون بصحة جيدة لا يمكن ان يكونوا حاملين لفيروس الأيدز، فيما كانت نسبة كبيرة من المراهقين في العينة غير راغبة في التحدث الى أشخاص مصابين بالأيدز. وفي ما يتعلق بالزواج المبكر والصحة الجنسية والانجابية تبين ان 42.8 في المئة من الاناث بين عمر 16و18 عاماً متزوجات وان 64.4 في المئة من الإناث في عينة البحث يعتقدن ان سن 20-18 هو السن المناسب لإنجاب الطفل الأول. وأشارت الدراسة الى زيادة مثيرة للقلق في اعداد الشباب الذين يقعون فريسة للتبغ. وقال 31.7 في المئة من افراد العينة بعمر 14-12 ان اقرانهم يدخنون، وان 55.9 في المئة ممن هم في الفئة العمرية 18-15 يدخنون. وتصبح الأرقام اكثر خطورة في الفئة 24-19 حيث تبلغ نسب من يدخنون السجائر او السيكار او كلاهما ب67.4 في المئة. وعلى رغم العنف المستمر في بلد مزقته الحروب، فإن السعادة لا تزال صامدة بوجه الهزيمة بين نسبة كبيرة من الشباب المستطلعة آراؤهم، وقال نحو 87 في المئة من الفئة العمرية 14-12 إنهم يشعرون بالسعادة والحال مشابهة في الفئة العمرية 18-15 و24-20 حيث ان 83 و78 في المئة منهم على التوالي أكدوا هذا التوجه، وعلى رغم ذلك فإن 36.7 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع تساورهم المخاوف بشأن الحرب، فيما كان 43.3 في المئة منهم أكثر خوفاً بسبب انعدام الأمن. وفي هذا الصدد فإن 17 في المئة عبروا عن قلق شديد على الوضع الاقتصادي لعائلاتهم. ويرى 3.7 في المئة فقط ان الأمور ستسير نحو الأسوأ في الأشهر المقبلة في مقابل 62 في المئة منهم كانوا أكثر تفاؤلاً بمستقبل العراق القريب ويأملون بتحقيق النجاح في الحياة الاجتماعية والتعليم والعمل.