يبلغ عدد الناشئين في مصر 13 مليون نسمة، أي ما يوازي 23 في المئة من إجمالي عدد السكان، وهي تعد من أكبر النسب في العالم. جاء ذلك في دراسة أجراها مجلس السكان بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية ومركز البحوث الاجتماعية في الجامعة الاميركية في القاهرة، وهي تعد الأولى من نوعها عن الناشئين في مصر. واعتبرت رئيسة المجلس في القاهرة الدكتورة باربارا ابراهيم الدراسة وعنوانها "النشء والتغيير الاجتماعي في مصر" منهجاً علمياً وتجربة يحتذى بها في البلدان العربية، "إذ يعتبر النشء سلاح الأمم في المنافسة الدولية". اعتمدت الدراسة على مسح شامل على المستوى القومي لنحو تسعة آلاف فتى وفتاة تتراوح اعمارهم بين العاشرة والتاسعة عشرة. وقالت سكرتيرة المجلس السيدة سارة بوخاري ان سلسلة إصدارات متخصصة حول القضايا التي يعالجها المسح، ستنبثق من الدراسة بهدف تحسين مستوى الناشئين في مصر، وفهم طبيعتهم التي تعني المراهقة في مجملها، ومعرفة احتياجاتهم والتي تعني الكثير بالنسبة للأمة، إضافة إلى التحديات الدولية من منافسة وتقدم تكنولوجي وعولمة، ما يتطلب تغير السياسات والتشريعات التي تزود الناشئين بالخبرات والمهارات الجديدة لمواجهة تلك التحديات، مع الحفاظ على الهوية الوطنية والدين والتراث الثقافي. وشملت عينة المسح 127،23 أسرة في المدن والريف، واستبعدت المحافظات الحدودية، التي لا يعيش فيها سوى 5،1 في المئة من سكان مصر. وأكدت الدراسة أن 66 في المئة من الفتيات و76 في المئة من الشباب، يعرفون حقائق مرض نقص المناعة المكتسب "إيدز"، وأن نحو 65 في المئة من الفتيات في الصعيد يملن الى معرفة سبل الوقاية من هذا المرض، في حين تقل النسبة في الدلتا الى 8،37 في المئة. وعن النضوج، أوضحت الدراسة قدرة 70 في المئة من الفتيات مقابل 40 في المئة من الفتيان على وصف التغييرات المصاحبة للبلوغ. وأكد نحو 2،15 في المئة فقط من الفتيات معرفتهن بفترة الخصوبة، وأخطأت نسبة 4،26 في المئة منهن، بينما لم تعرف نسبة 4،58 في المئة شيئاً عن فترة الخصوبة. أما المتزوجات فذكر الاحصاء أن 18 في المئة منهن يعلمن المقصود بفترة الخصوبة، بينما تجهله 43 في المئة، وأخطأت نسبة 40 في المئة. وارجعت الدراسة التفاوت بين اعضاء تلك الفئة من الفتيات الى مستوى التعليم. ويعد العلم بالآثار الضارة للزواج المبكر علامة تبشر بالقضاء عليه بين الفتيات المصريات في المستقبل، إذ أدركت 6،97 في المئة خطورته في تلك الفئة العمرية، في حين وافقت 8 في المئة فقط منهن وهن الأقل تعليماً عليه. وتؤكد الدراسة تأييد 3،82 في المئة من الفتيات في المحافظات المدنية لمبدأ تنظيم الأسرة، ونحو 7،75 في المئة في الصعيد، و7،79 في المئة في الدلتا، ويؤيده نحو 4،78 في المئة من الفتيان في الطبقات الاجتماعية الاقتصادية العليا كوسيلة للسيطرة الديموغرافية في حين يرفضه نحو 90 في المئة من الفتيان في الصعيد. وعن ختان الإناث أشارت الدراسة الى أنه تقليد متأصل تاريخياً تشترك فيه بلدان وادي النيل ودول أخرى من افريقيا، وتشير الابحاث التي اجريت في مصر الى استمرار ممارسته في هذا البلد. وتؤكد 88 في المئة من الأمهات اللواتي شملتهن الدراسة أنهن يحرصن على ختان بناتهن لاعتبارات عقائدية، وللتخفيف من رغبتهن الجنسية، فضلاً عن ضمان صلاحيتهن للزواج. واللافت في الاحصاء أن نسبة ختان الفتيات المتعلمات تنخفض الى نحو 32 في المئة، في حين ترتفع النسبة الى نحو 75 في المئة بين الحاصلات على قدر بسيط من التعليم وغير المتعلمات. وذكر المسح أن طرق إجراء الختان طبياً بلغت نحو 49 في المئة، فيما تجري الداية نحو 24 في المئة منها، و8 في المئة من جانب الممرضات، و6 في المئة عن طريق حلاق الصحة. وأكدت الدراسة أن ريف الصعيد والدلتا هما أكبر منطقتين للزواج المبكر بين فتيات مصر، إذ بلغت نسبته على المستوى القومي 7،11 في المئة في الفئة العمرية بين 10 و19 سنة. وذكر الاحصاء أن 28 في المئة من الفتيات تزوجن قبل سن السادسة عشرة، و21 في المئة في سن التاسعة عشرة، وما يقرب من نحو 42 في المئة في سن العشرين. وحققت حالات الزواج المبكر في الفئات الاجتماعية الاقتصادية العليا ارتفاعاً يصل الى نحو 36 في المئة، بينما يبلغ 33 في المئة في الفئات الدنيا، و31 في المئة في الفئات الوسطىة. وأكد الاحصاء أن نحو 52 في المئة من المتزوجات في الفئة العمرية من 16 إلى 19 سنة غير متعلمات في مقابل 19 في المئة فقط من الفتيات اللواتي لم يسبق لهن الزواج في الفئة العمرية نفسها. ويبين أن نحو 70 في المئة من النساء تزوجن رجالاً يكبرونهن بعشر سنوات، و30 في المئة تزوجن رجالاً يكبرونهن ب11 سنة، و7 في المئة ب15 سنة. وكانت 22 في المئة من الفتيات صاحبات القرار في اختيار الزوج، في حين بلغت نسبة القرار للآباء نحو 62 في المئة. وبلغت نسبة الزواج من الاقارب نحو 59 في المئة في الفئة العمرية من 16 الى 19 سنة، و44 في المئة من فئة 20 إلى 24 سنة، و37 في المئة في الفئة من 25 الى 29 سنة. وحول صحة المراهق، أكد الاحصاء أن نحو 6،46 في المئة من المراهقين المصريين من الجنسين مصابون بفقر الدم.