«يمثل الشباب 60 في المئة من سكان العراق، بينهم 70 في المئة مدخنون». هذا ما كشف عنه المسح الوطني للفتوة والشباب الذي اعدّه الجهاز المركزي للاحصاء والمسؤول عن اجراء التعداد العام لسكان العراق بالتعاون مع هيئة الاحصاء في اقليم كردستان. وكشف المسح عن تناقضات ونسب جديدة لم تكن معلنة رسمياً، كما اشار الى نتائج غير متوقعة من قبيل ان 60 في المئة من الشباب العراقيين متفائلون، وأن اكثر من ثلاثة أرباعهم راضون عن حياتهم. التغيرات الكبيرة التي تعرض لها جيل الشباب بدت واضحة من خلال الارقام التي كشفتها الاحصائية، والتي اظهر بعضها الشباب العراقي بمظهر التفاؤل متناسية تلك الحركات الشبابية التي انطلقت لتطالب بحقوق الأجيال الجديدة وأولها التوظيف. اما الجهاز المركزي للاحصاء الذي اجرى المسح، فأكد هو الآخر وجود حاجة ملحّة لوضع استراتيجية سياسية شاملة لشباب العراق، لا سيما ان المسح تم بالشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان والمشروع العربي لصحة الأسرة في جامعة الدول العربية. ووفق رئيس الجهاز مهدي العلاق، فإن المسح شمل مقابلة 6730 أسرة عراقية موزعة على جميع المحافظات ومن ضمنها اقليم كردستان، و15080 فرداً من الفئة العمرية 10-30 سنة استكمالاً لقواعد البيانات الديموغرافية والصحية اللازمة للمخططين وراسمي السياسات. واعتمدت نتائج المسح على الخصائص الديموغرافية التعليمية واستخدام شبكة الانترنت والهاتف النقال وظروف عمل الشباب واتجاهاتهم وصحة الشباب وممارسة الرياضة والهوايات وكذلك التدخين والمشروبات الكحولية، كما تضمنت مؤشرات حول الصحة الإنجابية ومستوى المعرفة بقضايا الايدز ووسائل الإعلام وآراء الشباب حول المشاركة المجتمعية والمواطنة والحالة الأمنية. ومن النتائج السلبية التي ظهرت في المسح ان 39.2 في المئة من الشباب العراقي بين 25-30 سنة لا يجيدون القراءة والكتابة ولم يسبق لهم الالتحاق بالمدرسة، وأن رفض عائلاتهم تعليم الأبناء وتفضيلها زجهم في سوق العمل كانا السبب الرئيس في هذه النتيجة. وتعكس الارقام حقيقة في المجتمع العراقي تتمثل بارتفاع نسبة التسرب المدرسي بين الشباب من الذكور بسبب عدم الرغبة في إكمال الدراسة وعدم وجود طموحات وأهداف محددة يرغبون في تحقيقها. وأكد المسح أيضاً أن 13.9 في المئة من الشباب بين 10 و14 سنة لم يستكملوا تعليمهم لأسباب اقتصادية، فيما ترك 51 في المئة من الشباب بين 15 و24 سنة الدراسة لعدم رغبتهم في التعلم بالدرجة الاولى، ولأنهم لا يعتبرون التعليم شيئاً اساسياً وضرورياً في حياتهم. ومن التناقضات التي احتواها المسح، أن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب العراقيين بين 10 و30 سنة في العراق راضون عن أنفسهم في الوقت الحاضر، وأن 58.7 في المئة منهم يشعرون بالسعادة. النسبة السابقة ناقضتها نسبة الشباب الراغبين بالهجرة لعدم توافر فرص العمل أو لعدم رضاهم عن الواقع الذي يعيشونه، والذين وصلت نسبتهم الى 26 في المئة من الفئة العمرية نفسها. أما الكارثة التي أشار اليها المسح فهي صحية لارتفاع نسبة التدخين بين الشباب الذكور بين 10 و30 عاماً، اذ وصلت الى 70.9 في المئة، فيما انخفضت هذه النسبة في شكل كبير بين الاناث. واللافت ان الارقام أظهرت ارتفاعاً في معرفة الشباب بالأمراض التي تنتقل جنسياً ومنها الايدز، اذ وصلت نسبة الشباب الذين يمتلكون هذه المعلومات الى 74.6 في المئة للذكور و69.6 في المئة للإناث.