سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خوان كارلوس "يخاطب" البرلمان المغربي عن التعاون الاقتصادي ومكافحة الهجرة غير المشروعة . اسبانيا تريد الاستفادة من الاتفاق المغربي الاميركي بوابة لدخول الاسواق العملاقة في الولايات المتحدة
يُخاطب الملك خوان كارلوس البرلمان المغربي بغرفتيه اليوم ويتحث اليه عن التعاون الثنائي في مجالي الاقتصاد ومحاربة الجريمة المنظمة ومكافحة الهجرة غير المشروعة. وتسعى اسبانيا الى الاستفادة من اتفاق المنطقة التجارية الحرة المبرمة مع الولاياتالمتحدة لدخول الاسواق الضخمة الاميركية. بدأ ملك اسبانيا خوان كارلوس، ترافقه عائلته، زيارة رسمية الى المغرب يجري خلالها محادثات، غير رسمية، مع الملك محمد السادس الذي أقام على شرفه أمس مأدبة حفل عشاء وفق التقاليد المغربية. ويُنتظر ان يلقي الملك الاسباني اليوم الثلثاء خطاباً امام البرلمان المغربي بغرفتيه في الرباط يتناول فيه عدداً من القضايا الثنائية ومنها التعاون الاقتصادي والتجاري بين مدريدوالرباط البالغ حجمه نحو 32 بليون درهم ثلاثة بلايين يورو ومستقبل الاستثمارات الاسبانية في المغرب التي احتلت المرتبة الثانية بعد الاستثمارات الفرنسية. كما سيستعرض موضوع التبادل الثقافي والتنسيق في مجال الهجرة السرية والاعداد لمؤتمر برشلونة الثاني الذي تستعد اسبانيا لاستضافته قبل نهاية السنة الجارية بدعوة الدول المطلة على البحر الابيض المتوسط للمشاركة اثر تعثر النسخة الاولى عام 1995 بسبب توقف مسيرة السلام في الشرق الاوسط. وسيزور ملك اسبانيا الاربعاء محطة تاهدارت الحرارية في طنجة على البحر الابيض المتوسط الذي تساهم في رأس مالها شركة"كهرباء اسبانيا"انديسا بنسبة 32 في المئة من قيمة المشروع المُقدر بنحو 230 مليون يورو. وتعتبر محطة تهادارت اكبر مشروع كهربائي متعدد الاطراف في شمال المغرب تشارك فيه، الى جانب اسبانيا، شركات فرنسية والمانية. وتعتمد المحطة على الغاز الجزائري لانتاج الطاقة الكهربائية التي ستزيد بنسبة النصف ما يُقلل الاعتماد المغربي على الشبكتين الاسبانية والجزائرية في مجال الطاقة الحرارية. وقالت مصادر اسبانية ل"الحياة"ان مدريد ترغب في زيادة حجم التدفقات الاستثمارية الاوروبية الى المغرب على اعتبار كونه البوابة الجنوبية للحدود الاوروبية التي تمتد الى بولندا"اعتقادا من الحكومة الاسبانية ان دعم التعاون الاقتصادي والاستثماري والامني مع المغرب يساعد في تجاوز صعوباتها الاجتماعية وتأسيس فرص العمل ويعزز الاستقرار الاوروبي في مجال مكافحة الهجرة السرية والارهاب والجريمة المنظمة". وكانت شركات اسبانية تعمل في قطاعات الصناعة والاتصالات والغذاء والمال والعقار انتقلت من اميركا اللاتينية الى المغرب بعد زيادة التنافس الفرنسي - الاميركي - الاسباني على منطقة شمال افريقيا. وتعمل في المغرب نحو 600 شركة اسبانية في مجالات عدة وبعضها حاز عقود عمل ببلايين الدولارات في قطاعات الاتصالات والطاقة والسياحة والعقار والزراعة والاشغال الكبرى. وتدعم مدريد فكرة منح المغرب صفة الشريك- الحليف المتميز في المنطقة اليورومتوسطية، وهي صيغة وسطى بين العضوية الكاملة في الاتحاد ومجرد الشراكة الاقتصادية والتجارية. وكانت هذه الصيغة حظيت بموافقة القمة الاوروبية منتصف الشهر الماضي. وتقترح اسبانيا مؤتمر برشلونة المقبل لزيادة التعاون في منطقة البحر الابيض المتوسط وتطوير الشراكة مع مجموعة اعلان اغادير التي تضم الى جانب المغرب كلاً من مصر وتونس والاردن وتسعى تركيا الى الانضمام الى هذه السوق المقدر عدد سكانها بنحو 120 مليون نسمة. كما ترغب مدريد الافادة من اتفاق المنطقة التجارية الحرة المبرمة مع الولاياتالمتحدة العام الماضي لجعل المغرب قاعدة انطلاق البضائع والسلع الاسبانية الى الاسواق الاميركية الضخمة. وفي المقابل تطمح اسبانيا في اقناع المغرب لتوقيع اتفاق جديد للصيد البحري مع الاتحاد الاوروبي في الشهور القليلة المقبلة. وتعتقد ان الاتفاق الجديد"ضروري لاضفاء مزيد من الود في العلاقات بين البلدين". ويعتمد جزء كبير من الاسطول البحري في الاندلس على المصايد المغربية التي أغلقت منذ نهاية عام 1999 بسبب المواقف غير الودية لحكومة خوسيه ماريا اثنار السابقة. لكن أوساط مطلعة استبعدت اثارة مواضيع حساسة بين البلدين مثل قضية استرجاع مدينتي سبتة ومليلة المحتلتين في الشمال منذ سقوط الاندلس في القرن السادس عشر التي تتسبب في خسائر للاقتصاد المغربي تُقدر باكثر من بليوني دولار سنوياً بفعل تجارة التهريب. وقالت مصادر مغربية ان الزمن وحده كفيل بحل هذه الملفات الشائكة كما ان ميناء طنجة اليورومتوسطي الذي سيدخل الخدمة سنة 2007 سيُقلل الاعتماد على تلك المدن في مجال تجارة التهريب. وتُقدر كلفة بناء الميناء الذي تساهم فيه استثمارات عربية بنحو بليوني دولار.